أمريكا تدرس استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب الجديدة واليمن قد يكونُ ساحةَ اختبار
متابعات..|
كشفت وثائق داخلية من قيادة العمليات الخَاصَّة بالبنتاغون (SOCOM) عن خطط طموحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؛ بهَدفِ إدارة حملات دعاية واسعة النطاق والتأثير على الجماهير الأجنبية عبر الإنترنت.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة “The Intercept” الأمريكية، تسعى القيادة العسكرية إلى تطوير أنظمة قادرة على “قمع الحجج المعارضة” و”التحكم في الروايات” في البيئة الرقمية العالمية.
وتتضمن قائمة التقنيات المطلوبة برمجيات يمكنها جمع وتحليل كميات هائلة من المحتوى عبر الإنترنت، وتحديد الجماهير المستهدفة، ومن ثم صياغة ونشر محتوى دعائي مصمم خصيصًا للتأثير على أفراد أَو جماعات معينة، بما في ذلك إمْكَانية استخدام تقنية “التزييف العميق” (Deepfake) لإنشاء مواد مزيفة.
يثير هذا التوجّـه تساؤلات حول إمْكَانية تطبيق هذه الاستراتيجيات في مناطق الصراع الحالية، وعلى رأسها اليمن.
ويرى محللون أن التحول نحو الحرب المعلوماتية قد يعكس بحث واشنطن عن أدوات جديدة لتعويض ما يعتبرونه عجزًا في تحقيق الأهداف العسكرية التقليدية في المنطقة. وتشير التحليلات إلى أن هذه التقنيات قد تُستخدم لتضخيم الروايات التي تخدم السياسة الأمريكية، مثل تبرير فشل أنظمة الدفاع الجوي أَو ربط القوات اليمنية بـ”الإرهاب” لتبرير استمرار العمليات العسكرية والحصار.
وقد أثارت هذه الخطط قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والتقنية. فبينما تحظر القوانين الأمريكية استهداف المواطنين الأمريكيين بالدعاية العسكرية، فإن استخدام هذه الأدوات ضد جماهير أجنبية يفتح الباب أمام تساؤلات أخلاقية حول التضليل والتلاعب بالرأي العام.
وحذر خبراء من أن تبني الجيش الأمريكي لهذه الممارسات قد يشجع خصومه على فعل الشيء نفسه، مما يؤدي إلى بيئة معلوماتية عالمية يصعب فيها التمييز بين الحقيقة والخيال.
يأتي هذا الكشف في سياق تعاون متزايد بين البنتاغون وشركات التكنولوجيا الكبرى، حَيثُ وقعت وزارة الدفاع عقودًا بمليارات الدولارات مع شركات تقنية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن قيادة العمليات الخَاصَّة تؤكّـد أن جميع الأدوات يتم تطويرها ضمن إطار “الذكاء الاصطناعي المسؤول” الذي يضمن الشفافية والرقابة البشرية، يبقى القلق قائمًا من أن تتحول هذه التقنيات إلى سلاح فعال في حروب المستقبل الدعائية.