تقرير أمريكي: “إسرائيل” في مأزِق استراتيجي أمام صمود اليمنيين.. يزدادون قوةً وتحديًا
متابعات..|
كشف موقع “Responsible Statecraft” الأمريكي في تقرير تحليلي حديث أن إسرائيل تواجه مأزقًا استراتيجيًا حقيقيًّا في اليمن، حَيثُ فشلت حملتها العسكرية، المُستمرّة منذ أشهر، في إضعاف حركة أنصار الله (الحوثيين)، بل إن المواجهات المتصاعدة أظهرت تماسكًا أكبر لدى الجماعة وتعاظمًا في قدراتها.
وفي تحليل كتبه “إلدار محمدوف”، أشار الموقع إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية، المدعومة من واشنطن في بعض مراحلها، لم تحقّق أهدافها العسكرية، بل جاءت بنتائج عكسية، حَيثُ تزايدت هجمات الحوثيين البحرية والجوية على أهداف إسرائيلية منذ أُكتوبر 2023، مما شلّ حركة الملاحة في ميناء إيلات وأدى إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وأكّـد التقرير أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على محطة كهرباء “حزاز” قرب صنعاء، والتي طالت بنية تحتية مدنية حيوية، كشفت محدودية الخيارات العسكرية الإسرائيلية، وفشلت في تقليص القوة النارية للحوثيين، الذين واصلوا إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل.
وأشَارَ الموقع إلى أن حركة أنصار الله تمكّنت من التكيف السريع مع الهجمات، حَيثُ أعادت بناء أنظمة الرادار والاتصالات، ونشرت أسلحة حديثة في الحديدة، ونقلت ذخيرتها إلى الجبال الغربية، مما يجعلها أكثر استعدادا للتصدي لأي تصعيد قادم.
ووفقًا للتحليل، فإن الضربات على المنشآت المدنية اليمنية لم تضعف الحوثيين، بل عززت روايتهم في مقاومة “العدوان الإسرائيلي”، كما أكسبتهم دعمًا شعبيًّا واسعًا داخل اليمن وفي أوساط محور المقاومة الإقليمي، في ظل ما وصفه التقرير بـ”الصمت العربي الرسمي”، وتواطؤ بعض الحكومات مع السياسات الإسرائيلية.
ووصف التقرير الاستراتيجية الإسرائيلية بأنها “حسابات خاطئة”، مؤكّـداً أن الضغط العسكري وحده لن ينهي تهديد الحوثيين، ولن يوقف الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر، ما لم يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة؛ باعتبَار أن جذور الصراع سياسية وليست عسكرية.