كيف دفع اليمن البحرية الأمريكية للتفكير بسلاح “السفن غير المأهولة”..!
تتجه واشنطن لتغيير عقيدتها الحربية بالكامل
متابعات..| (خاص)
دفعت إخفاقات البوارج وحاملات الطائرات، في البحر الأحمر القيادة العسكرية الامريكية لإعادة حساباتها، في محاولة لاستيعاب كيف فشلت أعتى قوة بحرية في العالم أمام “قوة ناشئة مقتدرة” تمكنت من إجبار البحرية الامريكية على مغادرة المنطقة…
ويبدو أن “البنتاجون” يتجه نحو التخلص من عبئ حاملات طائراته وبوارجه العسكرية وغواصاته النووية، التي صارت هدفاً ممكناً وقاتلاً قد يقصم ظهر واشنطن، كما كاد ان يحصل في معركة البحر الأحمر بين حاملات الطائرات الأمريكية والقوات المسلحة اليمنية.

ووفقاً لـ”معهد البحرية الأمريكي” فإن واشنطن تخطط للحد من الاعتماد على السفن السطحية والغواصات المأهولة بينما تعمل على تطوير نوع جديد من السفن لدعم أسطولها البحري، وهي السفن والغواصات غير المأهولة (المسيّرة).
وأكد مسؤولين عسكريين امريكيون، أن السفن غير المأهولة تقلل التكلفة والتعقيدات التشغيلية، وأشار القبطان مات لويس، مدير برنامج الأنظمة البحرية غير المأهولة، إلى أن الهدف الرئيسي هو الحفاظ على البحارة بعيدًا عن هذه المنصات المستقبلية.
البحرية الأمريكية تستبعد خيار الطواقم البشرية وتتجه نحو السفن والغواصات غير المأهولة بالكامل
وأفادوا بأن البحرية الامريكية تخطط في المستقبل لإدراج سفن غير مأهولة ضمن مجموعة ضاربة من حاملات الطائرات.
وقال الأدميرال ديريك ترينك، مدير حرب السطح البحرية أن “هذا المسار يجب أن يصبح جزءًا أساسيًا من الأسطول الأمريكي، مع ضرورة تطويره للوصول إلى أعلى المستويات القيادية.”
وتأتي الاستراتيجية البحرية الجديدة بالتوازي مع جهود البنتاغون لإنشاء أسراب من الطائرات والسفن بدون طيار لمواجهة أي تهديدات.
وبحسب قائد قوات الغواصات في البحرية الأمريكية، فإن البحرية تخطط خلال عام لنشر مركبات يتم التحكم بها عن بُعد للدفاع عن البنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر.
الأدميرال الأمريكي روب غوشيه، تحدث عن تجارب أولية قد جرت في المياه الأمريكية ثم الأوروبية، شملت النرويج وبريطانيا حيث تبنت الأطقم أسلوب “الفشل السريع والتعلم السريع” للتغلب على التحديات التقنية والعملياتية.
وأشار إلى أن سلاح الغواصات يخطو خطوات متقدمة في تطوير وتشغيل المركبات غير المأهولة تحت الماء (UUV) تمهيدًا لإدخال هذه القدرات في الخدمة بشكل دائم.
وخلال مؤتمر “الفعالية البحرية المشتركة 2025” الذي عُقد في بريطانيا، رأى غوشيه إن الهدف هو “الإبقاء على مركباتنا غير المأهولة منتشرة في أي مكان بالعالم على مدار الساعة طوال أيام السنة”.
ووفقاً لمعهد البحرية الامريكية، فقد تم تنفيذ أكثر من 70 جولة تدريبية من هذا النوع بهدف تحسين التكتيكات والإجراءات قبل خوض العمليات الفعلية.
يعتقد قادة عسكريون امريكيون أن هذه الرؤية ستنتقل إلى المستوى الدولي عبر المناورات التي ينظمها حلف شمال الأطلسي قبالة سواحل البرتغال في سبتمبر المقبل
وستشارك قوات بحرية من دول عدة بمركباتها غير المأهولة، حيث سيتم تبادل البيانات التشغيلية عبر شبكة “ستارلينك” وتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وترسخت قناعة لدى قادة البحرية الامريكية بضرورة تطوير أنظمة سطحية غير مأهولة ضمن مسارين الأول على المدى القريب لإنتاج سفن صغيرة “مسيّرة” مع تطوير منصات غير مأهولة أكبر.
وقلبت “معارك البحر الأحمر” كل النظريات العسكرية والجيوسياسية وأثبتت فيها القوات البحرية والصاروخية اليمنية علو كعبها وقدرتها على فرض سيطرتها في أحد أهم الممرات الاستراتيجية الدولية.
وخلال حرب الإسناد اليمنية لغزة، كاد اليمن أن يغرق حاملة طائرات أمريكية واحدة على الأقل، فيما تعرضت سمعة البحرية الأمريكية لانتكاسة كبرى، دفعت الرئيس دونالد ترامب، للإعلان عن اتفاق غادرت على إثره البحرية الأمريكية بحاملاتها وبوارجها ومدمراتها منطقة العمليات في باب المندب والبحرين العربي والأحمر.