كل ما يجري من حولك

العربي الجديد: غابت الشركات العالمية وكثّفت الإمارات رحلاتها الى المطارات الإسرائيلية

344

متابعات..|

أوقفت شركات الطيران العالمية أو خفضت نشاطها في المجال الجوي الإسرائيلي بسبب استمرار اطلاق الصواريخ من اليمن على مطار بن جوريون.. لكن اللافت أن الشركات الإماراتية ضاعفت من رحلاتها إلى مطارات الاحتلال في ذات الفترة ولا تزال لتخفف آثار الأزمة على القطاعات الصهيونية المتضررة وتكثّف من عروضها للمسافرين الصهاينة …

في مايو 2025، عقب استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني أطلقه الحوثيون، أوقفت عدة شركات طيران دولية مثل “لوفتهانزا” الألمانية، والخطوط الجوية البريطانية، و”أميركان إيرلاينز” الأمريكية، و”إير فرانس-كيه إل إم” نشاط رحلاتها إلى إسرائيل حتى نهاية الشهر.

 

بالمقابل، شهدت شركات الطيران الإماراتية “فلاي دبي” و”الاتحاد للطيران” زيادة ملحوظة في أعداد المسافرين عبر مطار بن غوريون، حيث سجلت “فلاي دبي” ارتفاعًا بنسبة 49.86% و”الاتحاد” زيادة بأربعة أضعاف مقارنة بالعام السابق.

 

أكد مطانس شحادة، أستاذ الاقتصاد السياسي في برنامج الدراسات الإسرائيلية بجامعة بيرزيت، أن هذا النمو يعكس استغلالًا اقتصاديًا للأزمة من جهة، وعلاقات سياسية متينة بين الإمارات ودولة الاحتلال من جهة أخرى، بهدف تخفيف آثار الحصار الاقتصادي على إسرائيل الذي فرضته العمليات اليمنية الصاروخية وفي البحر الأحمر.

 

بعد أيام من سقوط صاروخ يمني في حرم مطار بن جوريون عُلقت لافتة كبيرة، في مدخل مدينة حيفا مكتوب عليها باللغة العبرية “سافروا لأكثر من 100 وجهة عبر أبوظبي” وبالأسفل اسم شركة الطيران الوطنية الإماراتية “الاتحاد للطيران”

تقرير رسمي للكنيست الإسرائيلي كشف عن زيادة 60.8% في عدد المسافرين عبر “فلاي دبي” بين يناير وسبتمبر 2024، بينما شهدت شركات عالمية مثل “لوفتهانزا” انخفاضات كبيرة تجاوزت 60%. اللافت أن الشركات الإماراتية تفوقت حتى على شركات الطيران الإسرائيلية مثل “إل عال” التي سجلت زيادة بنسبة 15.9%.

 

التقرير البرلماني أشار أيضًا إلى ارتفاع ملحوظ في شحن البضائع عبر “فلاي دبي” خلال عام 2024، في مقابل تراجع كبير لأنشطة الشركات الأجنبية، نتيجة توصيات وكالة السلامة الأوروبية للطيران (EASA) بعدم التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي.

 

ويأتي هذا الإصرار الاماراتي على تغطية اي عجز أو خلل في حركة الطيران في المطارات الاسرائيلية في وقت تتضرر فيه قطاعات التكنولوجيا والسياحة الإسرائيلية بشكل كبير بسبب توقف حركة الطيران الدولية، ما أدى إلى نقل العديد من الشركات والموظفين إلى الخارج، وفق بيانات هيئة الابتكار الإسرائيلية التي سجلت خروج 8,300 موظف من قطاع التكنولوجيا بين أكتوبر 2023 ويوليو 2024.

لوحات عملاقة في اسرائيل تتضمن عروض شركات طيران إماراتية

باسل فراج، مدير معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية بجامعة بيرزيت، يفسر هذه الزيادة في الرحلات الإماراتية ضمن مساعي فك أزمة النقل الجوي لدى الاحتلال، ورسالته إلى العالم بأن النشاط مستمر رغم الدعوات للمقاطعة الاقتصادية والسياسية.

 

كما أشار محللون مثل طارق عكش وعبد السلام الصياد إلى أهمية التنقل والسفر في قطاع التكنولوجيا للاستثمار وبناء العلاقات، وهو ما تأثر بشدة بتوقف رحلات شركات الطيران العالمية، مما أضر بثقة المستثمرين في السوق الإسرائيلي.

 

ويبرز تباين مواقف شركات الطيران الإماراتية في استمرار زيادة رحلاتها، مقابل تراجع ونأي دول كبرى بنفسها عن المجال الجوي الإسرائيلي، كنموذج على التوجه الإماراتي في تعزيز علاقات التطبيع مع إسرائيل على الصعيد الاقتصادي والتجاري، رغم الحرب والاحتجاجات الدولية.

 

هذه المعطيات تؤكد أن الإمارات باتت لاعبًا محوريًا في الربط الجوي الإسرائيلي، خصوصًا عبر مطار بن غوريون، في وقت تغيب فيه غالبية شركات الطيران العالمية لأسباب أمنية وسياسية، مما يمنح دولة الاحتلال دعمًا لوجستيًا واقتصاديًا حاسمًا وسط الأزمات المتلاحقة.

(المصدر: العربي الجديد)

https://www.alaraby.co.uk/investigations/%D8%A3%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D9%83%D8%AB%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D9%86%D8%B4%D8%B7%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9

You might also like