حرب الإبادة على غزة.. تجويعٌ مُستمرّ وعددُ الشهداء يتجاوزُ 60 ألفًا
متابعات..|
تواصل طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، في وقتٍ يزداد فيه الوضع الإنساني تدهورًا بشكل غير مسبوق. فقد شهدت الليلة الماضية قصفًا مكثّـفًا استهدف أحياء سكنية ومرافق مدنية، ما أسفر عن سقوط مزيد من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال. ومع استمرار الحصار ومنع دخول الإمدَادات الأَسَاسية، باتت معظم مستشفيات القطاع خارج الخدمة أَو عاجزة عن تقديم الرعاية الأولية، فيما تحذر منظمات إنسانية من تفشي المجاعة والأمراض وارتفاع معدلات الوفاة بين من يعانون أمراضًا مزمنة. وتؤكّـد مصادر طبية أن الأدوية منعدمة تقريبًا، وأن الجثث تتكدّس في الممرات أَو تُدفن في مقابر جماعية؛ بسَببِ استمرار القصف ومنع التنقل.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، أنّ حصيلة الشهداء تخطت 60 ألفًا منذ اندلاع الحرب. وقالت الوزارة في تقريرها اليومي “ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60.034 شهيدًا و145.870 مصابًا منذ السابع من أُكتوبر/ تشرين الأول عام 2023”. وبيّنت الوزارة أنّ “18.592 طفلًا و9782 امرأة استشهدوا”، لافتة إلى أنّ “الأطفال والنساء يُشكّلون أكثر من 47 % من إجمالي عدد الشهداء، في دليل واضح على الاستهداف المباشر للمدنيين”. وأحصت الوزارة 8867 شهيدًا منذ 18 مارس/ آذار عند انهيار الهدنة الهشة التي استمرت شهرين، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرق، “وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة”.
وفي موازاة التصعيد العسكري، غادر وفد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، ظهر، أمس الثلاثاء، العاصمة القطرية الدوحة متوجّـهًا إلى مدينة إسطنبول التركية، لإجراء مشاورات بشأن تعثر المفاوضات. ويترأس الوفد عضو المكتب السياسي محمد درويش، ويضم خليل الحية وجميع أعضاء فريق التفاوض. ويأتي هذا في ظل غياب أي انفراجة حقيقية أَو استجابة إسرائيلية للوساطات المطروحة، لا سِـيَّـما ما يتعلق بالانسحاب الكامل من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
دوليًّا، أصدرت أكثر من عشرين دولة مشاركة في مؤتمر “حل الدولتين” المنعقد في نيويورك بيانًا مشتركًا طالبت فيه بإنهاء فوري للحرب الإسرائيلية على غزة، داعية إلى تنفيذ حَـلّ الدولتين؛ باعتبَاره مسارًا وحيدًا لتحقيق تسوية عادلة ودائمة. وشدّد البيان على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، كما دعا إلى رفع الحصار بشكل كامل وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. بالتزامن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار والسير نحو حَـلّ الدولتين، بينما ردّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول إن واشنطن لم تناقش الأمر مع لندن، وإن موقف بلاده من الاعتراف لم يتغير بعد.