متابعات..|

اعتبر الكاتب اللبناني ناصر قنديل أن اليمن أصبح يمتلك وزناً استراتيجياً يفوق دولاً كبرى في المنطقة، وعلى رأسها تركيا، مؤكداً أن هذا التحول الجيوسياسي يعد مفاجأة القرن في معادلة النفوذ الإقليمي والدولي.

وفي حديثه الذي نشره عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، قال قنديل: “اليمن أصبح أكثر تأثيراً من دول كانت تُعد تقليدياً ركيزة في الأمن الإقليمي”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى إذن من تركيا عند مرور الأسطول السادس عبر البحر المتوسط، لكنها أصبحت مضطرة للتنسيق مع اليمن عندما يتعلق الأمر بعبور مضيق باب المندب، وذلك نظراً لحساسية هذا الممر الحيوي وفرض اليمن سيطرته عليه.

وأضاف قنديل أن اليمن، رغم الحصار والحرب، استطاع أن يتحول إلى قوة إقليمية تتحكم في أمن الطاقة والملاحة الدولية. وأوضح أن هذا التحول تحقق من خلال رسوخ حضور اليمن في الساحة الإقليمية بفضل سلاحه الصاروخي والطائرات المسيرة محلية الصنع، حيث أثبت اليمن قدرته على التأثير في المعادلات الأمنية في كل من الخليج والبحر الأحمر.

وتابع قنديل قائلاً: “اليمن اليوم يشكل العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة، والقائد عبد الملك الحوثي برز كزعيم محوري في المنطقة يحظى بمتابعة واسعة من مراكز الدراسات الغربية”.

وأكد أن اليمن بات وراء إعادة رسم خرائط الخليج، وأصبح رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أي حسابات استراتيجية تتعلق بأمن الطاقة والملاحة في الشرق الأوسط. وأضاف أن الموقع الجغرافي لليمن يمنحه قدرة على التأثير المباشر في حركة السفن العسكرية والتجارية، بما في ذلك السفن الأمريكية.

بهذا التصعيد الاستراتيجي، يظهر اليمن كقوة إقليمية مؤثرة وفاعلة في موازين القوى بالمنطقة، متجاوزاً العديد من الدول الكبرى التي كانت تتحكم في مجريات الأحداث الإقليمية لعقود طويلة.