كل ما يجري من حولك

“إسرائيل” تدرُسُ خياراتِ التهدئة مع اليمن وتضعُ عددًا من السيناريوهات

833

متابعات..|

تدرس دولة الاحتلال الإسرائيلي عدة سيناريوهات محتملة لوقف المواجهة مع الحوثيين في اليمن، من بينها اتّفاق سياسي مع حركة حماس أَو إيران يتضمّن بشكل صريح أَو ضمني وقف إطلاق النار من اليمن، أَو استمرار العمليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وربما انضمام جيوش أُخرى ضد الحوثيين، ما قد يُضعف تدريجيًّا قوة الجماعة ودافعيتها للعمل ضد إسرائيل. ومن بين الخيارات التي تدرسها إسرائيل، تشجيع الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليًّا، على التحَرّك ضد أهداف تابعة للجماعة، ما يبدو تعزيزًا للحرب الأهلية.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية الثلاثاء، عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها، أن الاحتمال الأكثر واقعية، هو التوصّل إلى اتّفاق لوقف الحرب في غزة يزيل السبب الذي؛ مِن أجلِه بدأ إطلاق النار من اليمن، حَيثُ علّق الحوثيون إطلاق النار في أثناء صفقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، عندما أوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في القطاع.

ومع ذلك، تجد إسرائيل صعوبة في تقييم ما إذَا كان بالإمْكَان الاعتماد على حَـلّ طويل الأمد مرتبط بوقف العمليات العسكرية في القطاع. وقال مسؤول مطّلع على مداولات المستوى السياسي في هذا الشأن: “الحوثيون أوضحوا أنهم سيتوقفون عن إطلاق النار إذَا تحقّقت غايتهم، وهي وقف الحرب في غزة. لكن يجب أن نتذكر أنه لا يمكن الاعتماد على تقديرهم للعواقب. فهم ليسوا حتى مثل حزب الله (اللبناني)، الذي يتخذ قرارات وفق منطق معيّن”. كذلك تخشى إسرائيل أن يُستأنف إطلاق النار من اليمن مستقبلًا في حال وقوع أي تصعيد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلّة، أَو غزة الواقعة اليوم تحت الإبادة، أَو حتى على خلفية توترات في المسجد الأقصى.

ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن التوصّل إلى تفاهمات مع إيران في إطار الحوار الذي تحاول الولايات المتحدة دفعه قد يُساهم في وقف إطلاق النار من اليمن. وقال مصدر سياسي لصحيفة “هآرتس“: “مثل كُـلّ تنظيم تابع لإيران، الافتراض الأَسَاسي هو أن التوصّل إلى حَـلّ معها سيُسهم أَيْـضًا في تهدئة إطلاق النار من اليمن”.

ومع ذلك، لا تزال إمْكَانية التوصل إلى اتّفاق يُلزم الحوثيين غير واضحة في هذه المرحلة لإسرائيل، كذلك فإنه ليس معروفًا متى قد يحصل ذلك. وحتى يتحقّق الأمر، فإن الوسيلة المتاحة أمام دولة الاحتلال، وفق مسؤولين فيها، هي مواصلة الهجمات في عمق اليمن. لكن وفقًا لمصدر الصحيفة، “ليس من المؤكّـد أن هذا سيفيد”. وقدّر المصدر أن إسرائيل ستواجه صعوبة في وقف إطلاق النار بهذه الطريقة. وزعم أنه “يجب أن نتذكر أن الحوثيين لا يُهدّدون إسرائيل فقط، بل دولًا أُخرى في المنطقة، مثل السعوديّة. كُـلّ المحاولات لإضعاف الحوثيين على مرّ السنوات لم تنجح في وقف نشاطهم”. وأضاف: “الحوثيون عدو لا ينبغي الاستهانة به… إنهم يمتلكون صواريخ إيرانية متطورة، ويرافق كُـلّ إطلاق صواريخ خبراء لتعزيز دقة عملية إطلاق الصواريخ القادمة”.

وفيما تنجح منظومات الدفاع الإسرائيلية باعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة وفقًا لذات الصحيفة، إلا أن الهجمات المتواصلة باتت تشكّل أَسَاسًا مصدر إزعاج. ومع ذلك، تدرك إسرائيل جيِّدًا المخاطر الأكبر المترتبة عن استمرار القصف، من بينها احتمال مقتل مدنيين، ووقوع أضرار مباشرة في البنى التحتية، وإحجام شركات طيران أجنبية عن الطيران إلى إسرائيل. وأحد السيناريوهات المقلقة بالنسبة إلى دولة الاحتلال، يتمثل بتكرار ما حدث في مايو/أيار الماضي الماضي، حين أطلق صاروخ باليستي من اليمن أصاب منطقة قريبة من قاعة المسافرين رقم 3 (تيرمنال 3) في مطار بن غوريون في اللد؛ ما أَدَّى إلى موجة من إلغاء الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها.

يذكر أنه خلال الأشهر الماضية، كثّـفت إسرائيل من جمع المعلومات الاستخبارية ومن ضرباتها ضد أهداف في عمق اليمن. وقد شنّ الجيش الإسرائيلي، مؤخرًا، عملية جديدة أطلق عليها اسم “الراية السوداء”، هاجم خلالها أهدافًا للحوثيين، وهي في الغالب منشآت مدنية.

العربي الجديد

You might also like