كل ما يجري من حولك

«جبل برَبر»… أولى محطات التمدّد الإسرائيلي في ريف دمشق

128

متابعات..| تقرير*

تواصل إسرائيل ترسيخ وجودها العسكري في الجنوب السوري، عبر تعزيز القواعد التي أنشأتها هناك، بالتوازي مع توسيع انتشارها في مناطق جديدة. وتَمثّل آخر فصول هذا التوسّع، بحسب مصادر ميدانية تحدّثت إلى «الأخبار»، في عمليات تحصين وتوسعة لقاعدة «قرص النفل» شمال غرب بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية في ريف القنيطرة، بالتوازي مع إتمام إنشاء مهبط للمروحيات فيها. وفي ظل تواصل نقل المعدات اللوجستية إلى القواعد التي أنشأها الاحتلال في مناطق أخرى، تحوّلت «تل أحمر غربي» إلى ما يشبه «مركز قيادة» لجيش العدو داخل الأراضي السورية، نظراً إلى حجم هذه القاعدة التي باتت من النقاط «الشديدة التحصين»، والعدد الكبير من القوات التي تتمركز فيها، وطبيعة المهمات التي تنطلق منها، وخصوصاً غالبية عمليات التوغّل في ما باتت إسرائيل تسمّيه «المنطقة العازلة».

وبالتزامن مع تعزيز «قرص النفل»، تكشف المصادر عن شروع الاحتلال في بناء نقطة عسكرية جديدة في منطقة «جبل بربر»، لتكون الأخيرة الأولى من نوعها ضمن أراضي ريف دمشق، في مرتفعات جبل الشيخ، في ما يبدو توجّهاً واضحاً نحو توسيع نطاق «العازلة». وسبق هذه الخطوة توغّل قوة إسرائيلية، يومَي الأحد والإثنين الماضيين، في قرية قلعة جندل، حيث أقدمت، بعد قيامها بعمليات تفتيش، على تفجير مقر «الفوج 36» التابع للجيش السوري السابق، من دون تسجيل أيّ رد فعل من قِبل قوات «الأمن العام» المنتشرة في المنطقة.

ورأى ضابط سابق في الجيش المنحل، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن «بدء التحرك الإسرائيلي نحو جبل الشيخ وتثبيت نقاط على التلال المشرفة نارياً على الطرقات الحيوية، يشكّلان مؤشراً إلى نية الاحتلال توسيع نفوذه في المنطقة»، مرجّحاً، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «يشمل هذا التمدد تلالاً استراتيجية، من مثل التل المقتول والتل الفرنسي، القريبيْن من بلدة بيت جن، وهي مناطق سبق لإسرائيل أن نسجت فيها علاقات مع فصائل محلية».

ترافقت التحركات الإسرائيلية مع نشاط مفاجئ لـ«قوات مراقبة فضّ الاشتباك»

على أن التحركات الإسرائيلية ترافقت مع نشاط مفاجئ لـ«قوات مراقبة فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة» (يوندوف)، والتي نفّذت، الإثنين الماضي، تفتيشاً لمواقع تابعة للجيش السوري السابق في بلدة السوسة في ريف القنيطرة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد. ورأت مصادر عشائرية، في حديثها إلى «الأخبار»، في هذه الخطوة «إسهاماً مباشراً للقوات الأممية في تسهيل مهمات الاحتلال، فضلاً عن مشاركته في عملية توسّعه في المنطقة»، لافتةً إلى أنه «لن يكون مستغرباً أن تقوم مجموعة معادية بالدخول إلى ذات المواقع التي فتشتها “يوندوف”، بغرض التمركز فيها أو تفجيرها على غرار المواقع العسكرية التي دمّرتها سابقاً».

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت قرية الداوية، الأحد الماضي، حيث اعتقلت القيادي محمد قريان، المعروف بلقب «أبو ليث كريان»، واقتادته إلى قاعدة تل أحمر غربي. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن قريان كان على تواصل مع الفصائل المحلية في مدينة نوى – والتي سبق لها أن اشتبكت مع جنود العدو في 2 نيسان -، وهو رفض تفكيك المجموعة التي يقودها والاندماج في قوات وزارة الدفاع.

وفي هذا السياق، ترجّح مصادر عشائرية من ريف القنيطرة، في حديثها إلى «الأخبار»، أن إسرائيل «لن تطلق سراح الرجل نهائياً، خاصة أن المعلومات المتداولة بين السكان تشير إلى عمل مجموعته خلال الأيام السابقة على إعداد خطوط دفاعية من خلال زرع عبوات ناسفة على الطرقات التي من المُحتمل أن تستخدمها إسرائيل في عملية التوغل والاقتحام».

 

* الأخبار
You might also like