متابعات..| تقرير*:

بعد زيارة أجراها عدد من المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق، حطّ وزير الخارجية السوري، بسام الصباغ، رحاله في العاصمة الإيرانية طهران، حيث أجرى عدداً من اللقاءات مع مسؤولين إيرانيين، بينهم نظيره عباس عراقجي، الذي عقد معه لقاءً مطولاً أعقبه مؤتمر صحافي مشترك، تناول فيه الطرفان معظم أبعاد العلاقة بين البلدين، والتي تتابع تطورها. وأشار الوزير السوري، خلال المؤتمر، إلى أن النقاشات تناولت «تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين، وبما يعكس حقيقة العلاقة الإستراتيجية التي تربطهما، وأهمية تعزيزها في مواجهة التحديات والأخطار، وخاصة في هذه المدة». كما ذكر أن الطرفين ناقشا باستفاضة «التطورات الخطيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الوحشي المتصاعد على دول المنطقة، والذي بدأ في السابع من تشرين الأول 2023 على الشعب الفلسطيني ولا يزال، وامتد ليشمل لبنان الشقيق وتزامن مع اعتداءات متكررة على الأراضي السورية بلغ عددها أكثر من 130 اعتداء، من ضمنها الاعتداء على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، ولاحقاً على الأراضي الإيرانية»، مؤكداً «تأييد سوريا حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وشعبها».

كذلك، تناولت المباحثات التعاون القائم بين البلدين في مكافحة الإرهاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه، بحسب الوزير السوري الذي قال إنه «جرى التشديد على أن القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ضرورة ملحة لخدمة أمن المنطقة واستقرارها وبالتالي الأمن والسلم العالمي»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى أهمية «فضح الدور الذي تقوم به بعض الدول في دعم التنظيمات الإرهابية واستخدامها أداة لخدمة أجنداتها التخريبية»، في إشارة مباشرة إلى الدور الأميركي في سوريا، وأخرى غير مباشرة إلى أنقرة التي لا تزال تتمسك بعلاقتها مع الفصائل المعارضة، بما فيها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا).

عراقجي: الرد على العدوان الصهيوني الأخير قادم، وطهران هي من تقرر كيف ومتى

وتأتي زيارة المسؤول السوري الرفيع إلى طهران، بعد زيارة أجراها وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زادة، إلى العاصمة السورية، وأخرى قام بها كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، وعضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام»، علي لاريجاني. وخلال هاتين الزيارتين، عقد المسؤولون الإيرانيون لقاءات عدة، من بينها لقاءات مع الرئيس السوري، بشار الأسد، ذكرت رئاسة الجمهورية في سوريا أنها دارت حول العلاقات بين البلدين ومكافحة الإرهاب، في وقت ذكر فيه لاريجاني، في تصريحات لاحقة، أنه حمل إلى الأسد رسالة خاصة من مرشد الثورة، آية الله علي الخامنئي.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الصباغ وعراقجي، ذكر الأول أن الطرفين ناقشا أيضاً العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على البلدين، وسبل تجاوزها، معلناً أن ثمة اتفاقات اقتصادية جديدة سيتم توقيعها خلال اجتماع اللجنة الحكومية الاقتصادية السورية – الإيرانية المشتركة، والذي من المفترض أن يعقد في وقت قريب في دمشق.
وبدوره، أشار عراقجي إلى أن المحادثات تركزت حول التطورات في المنطقة وغزة ولبنان، وأنه تم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الوثيقة والإستراتيجية بين طهران ودمشق، وضرورة تنميتها على جميع المستويات، مؤكداً وقوف إيران الدائم إلى جانب سوريا في مواجهة أي تهديد إرهابي، وكذلك أمام التهديدات الإسرائيلية. كما جدد إدانة بلاده «الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية ونهب الولايات المتحدة ثروات الشعب السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وفلسطين ولبنان، التي تزعزع أمن المنطقة، الأمر الذي يتطلب تعاون الأوساط الدولية والأمم المتحدة لإنهاء هذه الاعتداءات»، وفقاً لتعبيره.
وفي وقت شكر فيه الوزير الإيراني، سوريا، التي فتحت أبوابها لاستقبال الوافدين من لبنان، أكد استمرار مساعي بلاده بالتعاون مع الدول والمنظمات الدولية إلى وقف العدوان الإسرائيلي، محذراً، في الوقت ذاته، من أن «أي اعتداء إسرائيلي لن يبقى من دون رد، وهو ما أثبتته إيران خلال عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية»، مضيفاً أن الرد على العدوان الصهيوني الأخير «قادم، وطهران هي من تقرر كيف ومتى».

* الأخبار البيروتية