كل ما يجري من حولك

حقائقُ مروِّعة عن جماعة دينية جلبها إلى اليمن مخطَّط استخباراتي مرتبط بإسرائيل 

866

متابعات| تقرير*:

كان للتحالف السعودي الإماراتي في حربه على اليمن سلاح أشد فتكاً من القنابل المحرّمة التي ظلت طائراته تصبها فوق رؤوس اليمنيين على مدى تسع سنوات، فهو كفيل بتمزيق البلاد على أسس مذهبية وطائفية، وكان استخدامه أولوية بالنسبة للتحالف ليضمن صراعاً طويل الأمد بين اليمنيين حتى بعد رحيله، وتمثل هذا السلاح في تفخيخ البلاد بالجماعات الدينية المتطرفة، وفي مُقَدَّمِها تنظيمات القاعدة وداعش والجماعات السلفية التابعة للإمارات والسعودية.

خلال الأيام الماضية أثار مجموعة من الناشطين اليمنيين قضية زرع الجماعات المتشددة في اليمن كعمل استخباراتي تدميري متعدد العناوين والشعارات، وعلى منصات التواصل كشف الناشطون حقائق فاضحة خصوصاً للإمارات التي تبنت جلب الجماعات السلفية المتطرفة وتمويلها وإدارة نشاطاتها.

وتحت عنوان (سلفية الإمارات في عدن) قالت صفحة منصة أبناء عدن في منشور على موقع إكس، إنه “لم يُعرف عن الإمارات في السابق علاقة وطيدة مع السلفيين في اليمن، ولكن مع تدخلها العسكري ضمن التحالف في مطلع عام 2015م، وجدت ضالتها بمال النفط الذي أغدقت به على السلفيين في عدن، وهي الخبيرة في التعاقدات مع الخبراء، وشركات تجنيد المرتزقة”.

وأوضحت أن ما أسمتها السلفية الإماراتية في عدن انطلقت من خلال تعريف أنفسهم بأنهم الممثل الحصري للسلفية، مع التأكيد على قضيتين أساسيتين، الأولى: الموقف من الحاكم وطاعته، والثانية الموقف المعادي للفرق الإسلامية الأخرى، مشيرةً إلى أن “الإمارات استعانت بالسلفيين لإيمانهم بطاعة ولي الأمر، ورفض الخروج على الحاكم وإن كان ظالماً، كما استغلت الخلافات بين اليمنيين، لتدفع بعناصرها إلى جبهات القتال لمواجهة من يصفونهم بالروافض”، في إشارة إلى أنصار الله الحوثيين، حيث شكّلت وموّلت ما يُعرف بألوية العمالقة من سلفيي الجنوب، ودفعت بها للقتال، وبعد أعوام قليلة، تكشّفت المعارك عن محرقة كبيرة للسلفيين للخلاص منهم، حسب منصة أبناء عدن.

وطرحت منصة أبناء عدن في منشورها تساؤلاً أحالت من خلاله الجماعات السلفية التابعة للإمارات إلى حركة تابعة لما أسمتها الصهيونية العالمية، حيث قالت: “هل تستطيع سلفية المخابرات أن تنتقد ولو بكلمة واحدة البيت الإبراهيمي الذي أنشأته الإمارات في أبو ظبي، وجمعت بين الإسلام واليهودية والنصرانية؟ وهل يستطيعون استنكار التطبيع، وخيانة القضية الفلسطينية؟”، منوهةً بأنهم لم يحرضوا أو يدعوا إلى الجهاد ضد إسرائيل رغم أفعالها بحق المسلمين في فلسطين، مجيبةً على تساؤلها بالقول: “بالتأكيد لا.. لأنهم مجرد ورقة تستخدمها المخابرات الصهيونية العالمية لتنفيذ أجندتها الخبيثة في البلد”، وفق تعبيرها.

من جانبه قال الناشط عادل الحسني، رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، خلال منشور على منصة إكس، بعنوان (خيانة السلفية بطعم الدراهم)، متحدثاً عن سلفية المخابرات الإماراتية، إن “هذه الفرقة الدينية في عدن التي تزعم السلفية، ليس لها من التدين إلا الديكور: من لحية أو علامة سجود، فهي من إنتاج أنظمة صنعتها على عينها وسقتها بالريال والدرهم، وعلمتها كيف تلبّس على الناس من خلال احتكار العقيدة واجتزاء النصوص، وصولاً إلى إخراج من تعاديهم الأنظمة من الإسلام، ومن ثمّ استباحة دمائهم وأموالهم، وخروجهم عن طاعة ولي الأمر وهم الذين يدعون ذلك علناً، ويأمرون الناس باتباعه”.

وأكد الحسني: “ذلك ما حدث بالفعل، حين انقلب المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على الشرعية في عدن، لتقتحم قوات رجل المخابرات السلفية الإماراتية هاني بن بريك قصر معاشيق، بمشاركة فصيل من جماعة العمالقة السلفيين، وتواطؤ الكثير منهم، والذي لم يشارك منهم لم يستنكر ذلك الانقلاب”.

كما قال الحسني عن قائد الوية العمالقة السلفية أبو زرعة المحرمي إنه “أكثر الشخصيات الغامضة التي قفزت إلى القمة بشكل غير مفهوم، وتربطه علاقة بالمخابرات أكثر من عيدروس الزُّبيدي، ويحظى بدعم وتأييد كبيرين للغاية”.

في السياق، وضمن حملة إلكترونية للناشطين اليمنيين من أبناء المحافظات الجنوبية والتي كانت تحت هاشتاج “سلفية المخابرات” تحدث الناشطون عن التحركات الخفية للجماعات والقيادات السلفية مع دول أجنبية، حيث قالت رئيسة دائرة المرأة في لجنة اعتصام أبناء المهرة، نادية مخبال، إن “أبناء المهرة لا يعرفون الطائفية والمذهبية طوال حياتهم إلا عندما وصل أتباع الحجوري والمذهب السلفي المدعومين من السعودية والإمارات، الذين يشتمون من فوق منابرهم حركة المقاومة الفلسطينية حماس”، مؤكدة رفض أبناء المهرة لما يفعله من وصفتهم بـ “السلفيين الوهابيين” من تحريض عبر منابر المساجد لمهاجمة حركات المقاومة الفلسطينية، حسب قولها.

وأضافت في منشور على مواقع التواصل: “نحن في المهرة ننتهج الوسطية والاعتدال ونرفض الفتنة الطائفية والمذهبية التي يحاول هؤلاء بثها لصالح السعودية وتمرير أجندتها في المهرة”.

وعن أنشطة السلفيين في محافظة المهرة، قال الكاتب عامر الدميني إن مشائخ السلفية يبثون سموم الفتنة بين أبناء المجتمع المهري الذي لم يعرف من قبل أي تيارات دينية، مشيراً إلى أنهم يشيطنون الآخرين بفتاوى دينية، موضحاً أن من وصفهم بـ “أتباع السلفية الجامية” التي ترعاها السعودية “أصبحت لهم مساجد وإذاعات خاصة بدون أن يمارسوا أي عمل عام أو خاص”، مؤكداً أنه ثبت لاحقاً أنهم أدوات لدول أجنبية.

يشار إلى أن المجاميع السلفية كانت تتمركز في منطقة الكولة بمديرية الجوبة، محافظة مارب، حيث توطنوا هنالك بأوامر سعودية، بقيادة يحيى الحجوري، ومن ثم اضطرت الرياض إلى نقلهم إلى محافظة المهرة وعدن وغيرهما، وذلك عقب سيطرة قوات صنعاء على مديرية الجوبة في بداية شهر أكتوبر من عام 2021م.

* YNP

You might also like