كل ما يجري من حولك

ضرب العمق السعودي .. هل يدفع للحل في اليمن؟

ضرب العمق السعودي .. هل يدفع للحل في اليمن؟

648

متابعات//

كلُّ التساؤلات المُحيِّرة، التي تطرح اليوم  عن الحرب، التي يشنها التحالف العربي  في  اليمن وعن الاحتراب الذي يغذيه في الداخل اليمني، وكيفية إيقافهما.. لم تصل إلى نتيجة حاسمة.. حول كيف يكمن ايقاف الحرب، وإنقاذ اليمن!

فمن تلك الأسئلة ماتحوَّل إلى موضوعات صحافية، ومنها مالايزال حائراً، يدور في الأذهان، منذ ست سنوات خلَت..إلا أن هذه وتلك ظلت عقيمة، بخيلة، لم تحرِّك ساكناً، ولم تغيِّر في الوضع شيئا!

فما العمل إذن؟ ..  وما السبيل لإيقاف هذه الحرب المُهلكة للحرث والنسل،  عل الإجابة تنقذ ماتبقَّى من اليمن ومَن تبقَّى من اليمنيين، قبل فوات الأوان!

بات الكثير من اليمنيين بمن فيهم من القوى المتحالف مع التجالف , ترى  أن لاشيء سيوقف الحرب غير إرسال المزيد والمزيد من الصواريخ المجنحة وإلا المزيد المُزيَّد من الطيران الحربيّ المُسيَّر، وباستمرار وبكثافة، لاستهداف وتدمير المنشآت الحيوية والإنتاجية في عمق السعودي والإماراتي  !؟

الكل في اليمن مجمعون على وجوب أن تتوقف هذه الحرب اللَّعينة فوراً، وبأي ثمن! .. وبات الكثير من المحسوبين على القوى المحسوبة على التحالف بحتفلون سراء وعلانية بضربات الحوثيين على السعودية ويتمنون ضربات مماثلة على الإمارات .

لكن  التجارب لمختلف القوى اليمنية مع دولتي التحالف العربي تقول: بأن الحرب لن تتوقف بسهولة! وأن لاشيء سيوقفها سوى الضربات العسكرية المُدمِّرة للمصالح الاقتصادية للدولتين، لإجبارهما على التوقف عن الحرب، مرغمتين !

فاستمرار الحرب معناه استمرار القتل والدمار والتشريد والجوع والمرض! واستمرار الحرب معناه توسُّع المطامع الخارجية في اليمن! واستمرار الحرب معناه، أيضاً، احتمال تزايد النزعات الانفصالية ! وهذا كله معناه استمرار الضياع لليمن !؟

ستلجأ السعودية والإمارات إلى الاستعانة بحلفائهما في العالم..وإلى استثارة المجتمع الدولي بتخويفه من أن الهجمات اليمنية على أراضيهما ستهدد عملية تدفقات النفط إليه!

وقد تدفع الدولتان ـ كعادتهما ـ رشاوى لشراء الذمم في مجلس الأمن ولشركات الدعاية وللُّوبيات السياسية في العواصم الغربية لتعزيز مواقفهما من الحرب على اليمن، وحتى من أجل استمرار إمدادهما بالمزيد من الأسلحة التي تساعدهما على المزيد من القتل والدمار..وبالتالي ستواصل الحرب من دون رادع ومن دون أفق مستقبلي!؟

وسنكون نحن في اليمن الخاسر الأول والأخير!

النظامان الأُسريان الحاكمان؛ بقوة السلاح ورهبة السجون في كل من الرياض وأبوظبي لن يخسرا شيئاً في حال استمرت بالحرب على اليمن، ولو لسنوات وسنوات، مادامت ثروات شعبيهما المُحبطَين تحت أيديهما؛ يعبثان بها؛ نهباً وبذخاً وإسرافاً..وبالتالي فلن يتوقفا عن الحرب !

المنادون بالمزيد من الهجوم الصاروخي والطيراني المسيَّر يقولون: إنه يجب أن يشعر مواطنو الدولتين بشيء مما يعانية اليمنيين جرَّاء هذه الحرب المدمِّرة!

ويجب أن تهتز وترتج عروش حكام الدولتين وقصورهم وبروجهم العامرة بالترف من قوة القصف الانتقامي اليماني الرَّادع!

ويجب أن يصرخ في وجوههم إعلامهم المقموع، فيقول لهم كفى..لحتى يصحوا من غفلتهم، فيكِّفُّوا عن تسلِّيهم باستمرار الحرب.. وإن أقرب طريق إلى ذلك هو ضربات  مدوِّية تقض مضاجعهم الوثيرة!

ويقولون أيضاً : إذا كانت لهم مشكلات مع إيران فدونهم وإيران.. هذا إن كانوا قادرين !

وإذا كانوا صادقين، هذه المرَّة، في القضاء على الإرهاب فليوقفوا دعمه السَّخي من خزائن شعوبهم وليجفِّفوا منابعه من جمعياتهم المارقة ومن جوامعهم المتطرفة.. فالإرهاب صنيعتهم وقانون (جاستا) أوضح دليل وأصدق شاهد على إرهابيتهم وعلى افتضاح نواياهم العابرة للحدود والمتجاوزة للقارات !؟

ويضيفون قائلين : على الذين يحلمون بإعادة رسم مسار التأريخ وبرمجته وفق أهوائهم المريضة؛ باحتكار حركة التجارة العالمية وحرمان اليمنيين من حقهم في استغلال ثرواتهم والاستفادة من موانئهم.. عليهم أن يستفيدوا من الدروس البليغة التي لقَّنتهم إياها الشعوب الحرَّة في القرن الأفريقي، وكانوا قد استهانوا بها واستسهلوا أمرها!

ستُّ سنوات من الحرب الظالمة.. شتَّتت ومزَّقت وشرَّدت الكيان اليمني المجتمعي، وشجَّعت سفهاء القوم على تمزيق وحدة التراب الوطني..وزادوا على ذلك أن أغرقوا البلاد بأسلحة القتل والدَّمار وبوسائل الصراع الفوضوي، التي ستدوم لسنوات وسنوات، ناهيك عن صناعة مليشيات من المرتزقة الموالين لهم، مُسَمَّمة أفكارهم وثقافتهم السليمة والسلميّة بأفكار تمزيقية دخيلة، هدفها تغذية الصراعات البينية، حتى يسهل على دولتي التحالف التحكم بمسار الأحداث المستقبلية في اليمن!؟

ولايزال أصحاب هذا الرأي مصرُّن على أن السبيل الوحيد لإيقاف الحرب على اليمن وقطع دابر الفتن الداخلية  هو الضرب، بقوة، على عواصم ومنشآت الدولتين !

معتقدين بأن ذلك حق  لليمنيين، تجيزه كل الشرائع السماوية وكل القوانين والأعراف الدولية!

اليمن وشعب اليمن يقفان ـ اليوم ـ على مفترف طرق، فعلاً ؛ فإمًّا الهزيمة النكراء الملطخة بعار الارتهان والاستعباد، وإمَّا الانتصار لإرادة الشعب اليمني بوقف الحرب واستعادة حركة التنمية والوقوف بحزم أمام تمادي التحالف في حربه وإصراره على تواصلها إلى ماشاء لهم غرورهم !

ولا أمل للصقور من أصحاب هذا الرأي بشرعية الفنادق ، كما يطلقون عليها، فقد سلّمت لدولتي التحالف أمرها، وباتت رهينة! راضية لنفسها بالذلة و المهانة، فلا خير فيها ولا أمل!

قيس الموزعي

 

 

You might also like