كل ما يجري من حولك

“عُمان” في مرمي الأطماع السعودية عبر “صرفيت” اليمني

1٬293

“عُمان” في مرمي الأطماع السعودية عبر “صرفيت” اليمني “عُمان” في مرمي الأطماع السعودية عبر “صرفيت” اليمني “عُمان” في مرمي الأطماع السعودية عبر “صرفيت” اليمني “عُمان” في مرمي الأطماع السعودية عبر “صرفيت” اليمني

على مدى مائة عام منذ نشأت المملكة السعودية لم تتوقف أطماعها التوسعية، ولم يسْلَم جيرانها من السطو على مساحات كبيرة أراضيهم،

فقد توغلت المملكة في كل دولة حدودية معها واغتصبت جزءاً أو أجزاءً من أرضها، مستخدمة نفوذها ودعم حلفائها الذين كان أبرزهم آنذاك البريطانيون، الأمر الذي جعلها الأكبر من حيث المساحة الجغرافية، التي استقطعت غالبيتها من الأراضي اليمنية والعمانية والكويتية.

عمدت السعودية، على مدى عقود من الزمن، إلى إحاطة نفسها بهالة من التلميع الإعلامي مقدمة نفسها على أنها القطب الرئيس للأمة ورائدة العمل الإنساني وراعية حقوق الجوار، مستغلة إشرافها على أقدس المعالم الإسلامية- مكة المكرمة والمدينة المنورة- لتنحرف بالوعي العربي وتكسب جزءاً كبيراً من الرأي العام المؤيد لها، لصرف الأنظار عمّا تفعله لتفكيك الشعوب العربية وتفتيتها، حتى يسهل عليها الوصول بأقل التكاليف إلى تحقيق أطماعها، خصوصاً في الدول الحدودية معها وذات الثروات الكبيرة.

لا تزال السعودية بالعقلية نفسها، مع فارق بسيط في طرق تنفيذ أجنداتها التخريبية والتوسعية، بما تفرضه تغيرات العصر وأساليبه، فتدخلها في اليمن منذ بدء عملياتها العسكرية عام 2015 كان محاطاً بعناوين كثيرة منها دعم الشرعية ومحاربة ما تطلق عليه المد الفارسي وإنقاذ اليمنيين، وهي عناوين مزيفة استطاعت تمريرها على بعض فئات الشعب اليمني الأقل إدراكاً لحقيقتها، لكن بعد قتل مئات الآلاف من اليمنيين، أطفالاً ونساءً، وتدمير البنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة، والحصار الاقتصادي، أدرك الكثيرون حقيقة أهداف المملكة في اليمن، خصوصاً عندما نفت الشرعية ومنعتها من العودة وسلبتها القرار والسيادة، وتسببت في انهيار الأوضاع الأمنية والمعيشية وتحديداً في المحافظات التي تسيطر عليها مع حليفتها الإمارات.

مؤخراً كثفت السعودية تحركاتها في محافظة المهرة، البعيدة تماماً عن مناطق المواجهات العسكرية، طمعاً في تحقيق حلمها القديم في مد أنبوب نفطي عبر أراضي المهرة إلى البحر العربي لضمان تصدير نفطها في حال أغلقت إيران مضيق هرمز، لكن التحركات الأخيرة للسعودية، من وجهة نظر مراقبين، تجاوزت الحلم القديم للمملكة إلى أجندة جديدة تخل ضمنها سلطنة عُمان دائرة الأطماع السعودية، من خلال إصرار المملكة على احتلال منفذ صرفيت اليمني الحدودي مع السلطنة، حيث يرى مراقبون احتمالاً كبيراً أن تكون السلطنة هي الهدف من تلك التحركات، وهو ما تُبدي عُمان قلقها بشأنه من حينٍ لآخر.

حاولت السعودية شراء الولاءات القبلية لشرعنة تواجدها العسكري الكبير في المهرة، لكن أبناء المحافظة لم يتوقفوا عن مناهضة ذلك الانتشار، إلا أن الرياض تواصل احتلالها للمهرة متحديةً إرادة أبنائها، الذين يُصعّدون رفضهم ومناوءتهم لاحتلال أرضهم ضمن مسارات قد تصل إلى المقاومة المسلحة.

وخلال الأيام القليلة الماضية دفعت السعودية بتعزيزات عسكرية إلى مطار الغيظة، الذي تتخذه مقراً لقواتها، أما الأسوأ من ذلك فهو سيطرة القوات السعودية على منفذ صرفيت الحدودي مع عُمان بالكامل، والتحكم الفعلي بحركة ونشاط المنفذ، والتي كان آخرها تغيير الوثائق الرسمية المتعامل بها في منفذ صرفيت بسعودة تلك الوثائق التي أضاف إليها الضباط السعوديون جُملة “الجمرك السعودي”، في اعتداء فاضح على السيادة اليمنية واحتلال المنفذ بشكل رسمي، الأمر الذي عدّه مراقبون تجاوزاً خطيراً في ما يخص السيادة اليمنية، بالإضافة إلى كونه منحىً جديداً باتجاه التعدي على سلطنة عمان عبر المنفذ اليمني الحدودي.

YNP –  إبراهيم القانص

"سلطنة عُمان" في مرمي الأطماع السعودية عبر "صرفيت" اليمني

You might also like