خطط السعودية هل تنجح هذه المرة بإسقاط الانتقالي في عدن باتفاق غير معلن مع صنعاء (تفاصيل)
على ايقاع التحركات الامريكية- البريطانية، تحاول السعودية توجيه ضرباتها القاضية للمجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، فهل تسعى للانتقام منه أم انها تعيش ضغط بعد سيطرة صنعاء على الجوف، أهم منطقة حدودية، وتحاول المقايضة؟
الأسبوع الماضي، كانت المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن محط انظار العالم وقد اصبحت الوطن البديل للقوات البريطانية والامريكية المنسحبة من افغانستان في إطار مساعيها لإعادة التموضع في المنطقة..
وصلت إلى السواحل الشرقية، الثرية بالنفط والغاز، 4 بوارج امريكية والتقارير تتحدث عن وصول حاملة الطائرات “ايزنهاور” ايضا إلى خليج عدن، واجرت القوات الامريكية والبريطانية خلال الايام الماضية، تدريبات مشتركة مع الامارات.. بالتزامن مع ذلك وصل 450 مجندا من البلدين إلى عدن ويتوقع نشرهم في قاعدة العند ضمن خطة كما يقول القيادي في الانتقالي، فادي المرشدي، تهدف لنشر 3000 في عموم المحافظات الجنوبية..
لم تتضح الصورة بعد للهدف من هذه القوات، اهي للفصل بين الإمارات والسعودية اللتان فشلتا في تنفيذ اتفاق صاغتاه بيد قياداتهما العليا واطلق عليه اتفاق الرياض، وابرز مضامينه تقاسم النفوذ في هذه المناطق الاستراتيجية والاقتصادية، أما لمنح السعودية ضمانات للقبول باتفاق سلام شامل يبقي اجندتها على الاقل في الجزء الجنوبي من اليمن؟
كل المؤشرات حتى الأن تشير إلى إن هذه القوات تحاول ضبط ايقاع الصراع الاماراتي- السعودي. يبدو هذا جليا في عدن، حيث تتخذ السعودية من هذه القوات يد للقضاء على الانتقالي، الموالي للإمارات، وهي الان تخطط كما تتحدث المصادر، لفرض واقع اجباري يخرج قوات الانتقالي من المدينة التي ينص اتفاق الرياض على وصاية القوات السعودية عليها، وينهي أي مستقبلا لهذا المجلس.
تريد السعودية القضاء على الانتقالي لأسباب اولها انتقام من تهديدات قيادات رفيعة فيه كعبدالرب النقيب وهاني بن بريك بشأن استعادة الاراضي اليمنية على الحدود، وثانيه لمولاته للإمارات. اضف إلى ذلك، لكن الان هدفها الاول هو كيف التوصل إلى اتفاق سلام شامل في اليمن ينقذها من المستنقع مع اقتراب قوات صنعاء خطوة جديدة من الحدود الجنوبية للمملكة بسيطرتها على الجوف.
يقول الانتقالي نفسه ان خطة السعودية في عدن تقضي بإخضاع المدينة لعدة قوى ابرز تعيين جنوبين في مركز القيادة بنواب من “الاخوان” واشراف “الحوثيون” وهذا، كما يقول الصحفي في الانتقالي صلاح بن لغبر، يهدف لمقايضة عدن بمأرب، فالاتفاق الغير معلن يضمن وقف التقدم صوب مأرب التي باتت على بعد بضعة كيلومترات من مرمى قوات صنعاء، مقابل التضحية بعدن..
تدرك السعودية بان هذا الخطوة مستحيل تنفيذها على الاقل من قبل الانتقالي الذي ضحى بالمئات من الشباب في سبيل استعادة الدولة، وأن اصبح محاصر في بضعة احياء بمدينة عدن، لكنها تملك الان الخطط وأولها نشر قوات امريكية – بريطانية في الميناء والمطار ، إضافة إلى دفع القتال نحو جبهات جديدة في الجنوب لتطويق عدن ولما من شانه الضغط على المجلس لتسليم المدينة..
خلافا للسعودية، يبدو الانتقالي ضعيفا حاليا، فالإمارات اعلنت دعمها للسعودية وشرعت بالتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية بعيدا عن استفزاز السعودية، كما تتحدث تقارير اعلامية، والمجلس الذي كان يخطط لضربة قاضية لاتفاق الرياض بإعادة وفد المفاوضات واعلان سلطة جديدة في المحافظات الجنوبية، فشل واستنزف اخر اوراقه، ولم يتبقى له سوى السير على خطى الاخوان بفتح خط تواصل مع صنعاء وعلى قاعدة “عدو عدوي صديقي”.
عن YNP