المقدّساتُ التي جاء لأجلها السوداني
عفاف محمد
كان لنا عهد بالإخوة السودانيين، وكم كنا نباهي بهم ونقول: “من علمني حرفاً صرت له عبداً”، واستأنسنا بوجودهم مع عوائلهم، وأكرمناهم بنفس سخية، وتعاملنا معهم بكُــلّ طيب وود..
وكانوا بالمثل يتسمون بطيبة متناهية..
ولكن تبدّل الحالُ، فما عرفناه عن أهل السودان أنهم يحملون لنا مشاعر أُخوية تتسم بالنبل والمودة، وتربطنا بهم قيمٌ عربية أصيلة.
اليوم يتوافدون علينا لا ضيوفَ كرماءَ بل قتلة ومتوحشون، يقترفون كُــلَّ مشين ومعيب في قاموس العروبة.
كنّا قد صدمنا بموقفهم، حيثُ لم يكتفوا بتأييد التحالف، بل والتهافت لقتل إخوانهم في اليمن، وسيقوا لليمن أفواجاً.
لم يتعظوا وقد جُندّل منهم العديد، وصُرعوا في مقبرتهم اليمن، تمَّ أسرُ جماعات منهم، وتبيّن من خلال مناقشتهم بعد الأسر أنهم قد تعبّئوا بأفكار مكذوبة تقول إنهم جاءوا لليمن؛ ليحموا المقدسات السعودية.
عجبي عجب، كيف أنهم صدّقوا كذبَ ملوك الشر؟! وكيف انجرّوا وراءَ أكاذيبهم وغفلوا عن إساءة ملوك العنجهية للدين وللحرمين الشريفين؟! وانطلت عليهم كذبة هدم الكعبة؟!..
فيا من كنتم تتميّزون بالطيبة، عُودوا إلى رشدكم، عُودوا إلى نقائكم، فتّشوا عن فطرتكم السليمة التي لوّثها المال المدنس، واعرفوا أنَّ أهلَ اليمن هم خير من يتمسّك بالدين وخير من يحترم مقدساته ويراعيها، بل ويحاربُ بإخلاصٍ من أجلها، لا يحتكمون لأجنبي محتلّ أَو غازٍ طامع..
لا مقدسات يُتصوّر أن ينتهكوا قداستها أَو يمسوها بسوءٍ..
عُودوا إلى عروبتكم، اعرفوا أنَّ الحقَّ مع أهل اليمن، من تحالف عليهم السفهاء لا الهاربون خارجَ اليمن.
لا مقدسات تحتاج للحماية، إنما هي قصة لاستعطافكم واستمالتكم ورميكم في محرقة، فدورُكم يقتصر على تحوليكم لدروع بشرية تقي الظالمين السوءَ؛ ليصلوا إلى مآربهم.