كل ما يجري من حولك

الجنوبُ ما بين ذكرى الثورة وواقع الاحتلال

358

 

أمل المطهر

ثورةُ الـ١٤ من أكتوبر تطل علينا لتكشف المزيد من الغموض، وتوضح ما يراد طمسه عن الكثير من أبناء الشعب اليمني كافَّة، والجنوب خَاصَّةً، فبينما نحتفل هنا في صنعاءَ بذكرى ثورة أطاحت بهيبة الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمسُ كما عُرِفَ عنها، نحتفل في أجواء ثورية، وتهبُّ علينا نسائمُ الحرية والاعتزاز بما نحن عليه من صمود وثبات في وجه المعتدين.

تأتي هذه الذكرى وإخواننا في جنوبنا الحبيب يعيشون تحتَ وطأة الاحتلال بكلِّ ممارساته البشعة وتعديه الممنهج ضدهم، لكن الموجعَ هنا أن نراهم هامدين خامدين لا يتحَرّكون لنيلِ حريتهم، وإن ضاق عليهم رفعوا أصواتَهم قليلاً فقط ليعبّروا عن وجعهم بضعف.

فهل سيكونُ وَقْعُ إحياء ذكرى الـ ١٤ من أكتوبر واسترجاع قصص الثوار الأحرار فيها كلبوزة وغيره من أحرار الجنوب، وحكايا الانتصارات على القوة العظمى والغول الذي لا يهزم، مُشْعِلاً للأمل في نفوس الكثيرين ممن ماتت في قلوبهم الهمةُ، وانطفأت جذوةُ الرغبة في استرجاع حقِّ العيش كبشرٍ كحَدٍّ أدنى من الحقوق؟

هل ستكون ذكرى هذه الثورة كفيلةً بتحديد موقع الوجع وإعادة الإحساس بالألم للجزء الميت من الجسد؟؟

فمهما بلغت الحالةُ التي وصل إليها البعض من المغلوبين على أمرهم بالتقبل للمحتلّ وإيهام أنفسهم بأنه المنقذُ والمخلّصُ لهم، وأنه هو من سينتصر للقضية الجنوبية، ومهما كانت قوةُ المخدر لا بُدَّ من أن تُترك بعض الحسرات على ما فوّتوا من عزة وأمجاد وهيبة جنتها ثورةُ الأحرار في ١٤ من أكتوبر، لا بُدّ من أن يقفوا قليلاً ويتركوا الهرولةَ وراءَ المجهول الذي يسوقهم إلى الهاوية.

ماذا يحدث؟ ولماذا حدث كُـلُّ هذا؟ وإلى أين سنصل؟

هذا الأسئلةُ ستفرض نفسَها على كُـلِّ جنوبي حرّ.

وفي هذه الذكرى لا بُدَّ من أن يتذكروا أهمَّ الأسباب التي قادتهم آنذاك إلى الحرية المطلقة، وإخراج المحتلّ صاغراً منكسراً، ومنها وعيُّ الثوار العالي بخبث المحتلّ وبأساليبه الملتوية لإخماد الثورة أَو الالتفاف عليها واختراقها وتوحيد الصفوف والكلمة والموقف ضدَّ المحتلّ.. واليقين التام بأن ما أُخِذَ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فكان حينها انتصارُ الثورة حتمياً آنذاك.

والآن، وقد عادت بريطانيا برداء أمريكي وأحذية إماراتية لاحتلال الجنوب من جديدٍ، لا بُدَّ من إحياء هذه الثورة بكلِّ تفاصيلها في النفوس أولاً..

لنكُن جميعاً يداً واحدةً؛ لدحر الغزاة وطرد المحتلّين من وطننا الحبيب.

You might also like