كل ما يجري من حولك

جنوبيون بارزون يدينون “ترحيل الشماليين” من عدن.. تعرف عليهم؟!

جنوبيون بارزون يدينون “ترحيل الشماليين” من عدن.. تعرف عليهم؟!

936

متابعات:

لليوم الثالث على التوالي واصلت قوات ماتسمي بالحزام الأمني المدعومة إماراتياً ترحيل المواطنين الذين ينتمون لمحافظات شمالية واحتجازهم ونهب مقتنياتهم الشخصية. وأثارت تلك الممارسات ردود أفعال غاضبة من قِبل مختلف اليمنيين في شمال وجنوب البلاد الذين اعتبروا تلك التصرفات غير مقبولة وتعمق الشرخ الاجتماعي ولا تعبر عن واقع عدن التي تعد حاضنة لكل اليمنيين.

وكان الائتلاف الوطني الجنوبي قد استنكر في بيان له التصرفات الظالمة واللامسؤولة بحق عدد من أبناء المحافظات الشمالية، والتي تتنافى -حد قوله- مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا والدستور والقانون اليمني.

ووجه ناشطون انتقادات واسعة لحكومة هادي لعدم اتخاذها إجراءات على أرض الواقع للحد من مثل تلك الممارسات خاصة أن هادي اكتفى بتوجيه السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في محافظات عدن ولحج والضالع بإيقاف أي ممارسات خارجة عن النظام والقانون ضد المواطنين والممتلكات الخاصة وبرغم ذلك استمر ترحيل المواطنين الشماليين. وطالب رئيس الوزراء السابق في حكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، الجهات المعنية بالقول: “لا تتركوا مصائر الناس والوطن لردود الفعل العمياء، لا تتركوها بيد الجهلة”.

واتهم الصحفي مصطفى راجح الإمارات بالوقوف وراء تلك الممارسات العنصرية ضد اليمنيين القادمين من الشمال واعتبرها نهجاً إماراتياً مستمراً منذ خمس سنوات وبأدوات محلية. فيما تساءل الناشط محمد الأحمدي: هل كان المجلس الانتقالي (ومن ورائه الإمارات) مضطرين لتصفية أبو اليمامة وتسهيل ارتكاب مجزرة مروعة بمعسكر الجلاء من أجل خلق ذريعة لهذا البطش بحق البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية في عدن؟!

من جانبه أكد مستشار وزارة الإعلام في حكومة “الشرعية” مختار الرحبي أن ما يحدث في عدن اليوم من جرائم وانتهاكات بحق أبناء الشمال هو ما تم التحذير منه منذ تحرير مدينة عدن وتسليمها لمليشيات مناطقية عنصرية قروية لن يأتي الخير منها، بل الدمار والجرائم والانتهاكات. وتوقع أن تطال تلك الممارسات العنصرية أبناء الجنوب أيضاً مؤكدا أن ما يحدث جرائم لن تسقط بالتقادم، وسوف يتم ملاحقة كل القيادات التي شاركت فيها من قبل القضاء المحلي والدولي.

الإعلامي عدنان الراجحي قال أن عدن بحاجة إلى إعادة صياغة للمشهد فيها يرافق ذلك قرار سياسي جاد يصنع منها عاصمة مؤقتة ونموذجا أمثل للمناطق المحررة، وهذا هو جوهر المشكلة التي لم تنجح فيها الحكومة الشرعية وتتغلب عليها وتوقع استمرار القوى المسيطرة على الأرض والتي تتلقى دعما سخيا تحرص على تفريخ ذلك العدو وتصنع معه عداءات كثيرة نتيجة ما تمارسه بحق الذي قذفتهم الحرب إلى المحافظات الجنوبية بحثا عن الأمان ولقمة العيش وأشار إلى وجود أصوات عقلانية كثيرة في عدن لم يسمح لها بأن ترتفع وتقول القول الفصل إزاء ما يحدث هناك “عدن تكتوي بتعبات الحرب وما تزال وهذا يتطلب جهودا مشتركة من الجميع للنأي بها بعيدا عن هذه الفوضى والممارسات اللامسؤولة”

وبحسب الراجحي فإن ما يؤرق عدن بالدرجة الأولى هو الملف الأمني وغياب الدور الفاعل للحكومة وأجهزتها المختلفة وهذه مسألة متعلقة بالرئيس وبطانته من جهة والتحالف السعودي من جهة أخرى. وأفاد بأن الممارسات العنصرية من قبل البعض من أبناء الجنوب ضد البسطاء من أبناء الشمال هي بلاشك تصرفات فردية حين يستنكرها صوت العقلاء باستنكارها وفعلهم بإيقافها ومحاسبة مرتكبيها أما في ظل صمت صوت العقلاء فإن هذه السلوكيات للأسف الشديد ستتحول لثقافة مرتبطة بالجنوبيين ككل.

وشهدت عدن منذ منتصف 2015 عمليات ترحيل واسعة لمواطنين شماليين، لكن الوضع سرعان ما يعود إلى ما كان عليه، وقد أدى ذلك التضييق إلى عودة بعض المواطنين إلى محافظاتهم الأصلية.

كما أدان جنوبيون بارزون حملات قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات بمداهمة الفنادق والأسواق ومنازل ومحال المنتمين إلى المحافظات الشمالية واعتقالهم ونهب ممتلكاتهم وترحيلهم قسرا من عدن والمحافظات الجنوبية ومنع دخولهم إليها بما فيهم المضطرون للسفر عبر مطار عدن الوحيد المتاح لسفر جميع اليمنيين.

وقال محافظ لحج المعين من قبل الحوثيين، الشيخ أحمد حمود جريب: “منذ بدء العدوان الغاشم على بلادنا تم تهجير آلاف المواطنين قسراً وانتهكت حقوقهم وسلبت ممتلكاتهم وأموالهم وتعرض عدد منهم للقتل والجرح والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية نتيجة ممارسات يغذيها الغزو والاحتلال الأمريكي السعودي وفق عملية ممنهجة قائمة على أساس الهوية”.

المحافظ جريب أكد في بيان له أن “ممارسات تهجير اليمنيين من أرضهم يكشف حجم المؤامرة الأمريكية لتمزيق اليمن وتفتيت نسيج المجتمع اليمني بتصرفات لا تمت لليمنيين بأية صلة”. مضيفا: “هذه الجرائم تقوم بها جماعات مرتبطة بالغزاة ولا تعبر عن مواقف أبناء المحافظات الجنوبية”.

وتابع جريب قائلا: إن هذه الجرائم “على العكس توقظ صحوة ضمائر الوحدويين الرافضين لما قام به بعض المتطرفين في محافظة عدن ولحج والضالع والمحافظات الأخرى من تهجير قسري وترحيل ممنهج لإخوانهم وأبناء جلدتهم من المحافظات الشمالية, متخذين سياسة التمييز المناطقي والعُنصري”.

جريب شدد على أن “سياسة التمييز العنصري والمناطقي جاءت مع العدوان السعودي الأمريكي الغاشم”. وأن “تلك الممارسات ينكرها ديننا الإسلامي الحنيف والتي تتنافى مع الدستور والقوانين والمواثيق والصكوك الدولية”. مؤكدا أنها “محاولات بعض العناصر المأجورة تمزيق الوحدة اليمنية وشق الصف”.

كما أكد في ختام بيانه على “إن المهجرين قسراً من المحافظات الجنوبية وبعد أن طال أمد معاناتهم وبلغت حدا يفوق احتمالهم فإنهم وإن كانوا قد تحملوا الظلم إلا أنهم لن يقبلوا به ولن يصمتوا بعد اليوم وسيسلكون كافة السبل والطرق المشروعة للدفاع عن حقوقهم حتى يتم انصافهم”.

من جهته دعا القيادي في الحراك الجنوبي السلمي أحمد عمر العبادي المرقشي إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار خلف دعوات العنصرية المقيتة وإيقاف ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من عدن” منادياً في تصريح صحافي له: بترحيل الطغاة وجميع أفراد أحزابهم في الجنوب”.

وأضاف: “لكل من يقوم بترحيل أبناء الشمال من الجنوب، وخاصة المواطنين العاديين أصحاب لقمة العيش الكريم والذين لم يشاركوا في السلك الدبلوماسي أو العسكري ضد الجنوب.. إذا كان هناك ترحيل فيجب ترحيل قوات طارق عفاش وأزلامه الطغاة وجميع أفراد أحزابهم في الجنوب، لا مكان لهم هنا في الجنوب”.

لكن المرقشي قيد ذلك قائلا: “يكون هذا عبر قانون يحكمه “حيث أثبتت التجارب التي مر بها الجنوب أن كل أحزاب المعارضة الشمالية تعمل على احتلال الجنوب ونهب خيرات البلاد منذ ستينيات القرن الماضي ومنذ صيف 94 رغم قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الجنوب 924 / 931 وإعلان أبها في السعودية”.

وكانت قوات ما يسمى “الحزام الأمني” الموالية والمدعومة من الإمارات اعتدت الأربعاء على القيادي في الحراك الجنوبي أحمد عمر العبادي المرقشي ونجله ثم اقتادهما إلى سجن المنصورة شمالي مدينة عدن ما أثار موجة سخط شعبي واسعة، انتهت بإطلاق سراحهما لاحقاً.

إلى ذلك أكد “مركز الإعلام الإنساني اليمني” على أحقية المواطنين المنتمين للمناطق الشمالية اليمنية العيش بأمن وأمان وحرية في مدينة عدن وفقاً للدستور اليمني ومواثيق الجامعة العربية والمواثيق الأممية والقانون الدولي والمبادئ السامية لحقوق الإنسان المستندة لإتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين الصادرة عام 1951م ومبادئ بانكوك حول وضع ومعاملة اللاجئين، ومبداء عدم الإعادة القسرية المتضمنة في بروتوكول عام 1967.

وقال “مركز الإعلام الإنساني اليمني” في بيانه أنه تابع ما تعرض له عدد من المنتمين للمناطق الشمالية في مدينة عدن جنوبي اليمن من انتهاكات تمس حياتهم وأمنهم الشخصي هم وعائلاتهم من قبل عناصر متطرفة عقب استهداف معسكر “الجلا”وعملية إرهابية أخرى نفذت في منطقة الشيخ عثمان ونجم عن تلك الجريمتين مقتل عدد من الجنود.

ودان “مركز الإعلام الإنساني اليمني” بأشد العبارات الممارسات اللامسؤلة المنتهكة للحقوق التي ينفذها أشخاص متطرفين يعملون على ملاحقة المواطنين المنتمين للمناطق الشمالية الذين فروا من ويلات الحرب الإرهابية التي تشن على اليمن كاملاً.

ودعا “مركز الإعلام الإنساني اليمني” حكومة الشرعية الاضطلاع بدورها المخول قانونياً في حماية المواطنين المنتمين للمناطق الشمالية المقيمين في مدينة عدن وكافة المدن والمناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، كما دعا المركز أبناء المناطق الجنوبية عدم الانجرار وراء الدعوات المناطقية والعنصرية التي يطلقها المتطرفين في مدينة عدن.

You might also like