«غلوبال ريسيرش»: المعادن النادرة.. سلاح الصين الجديد بمواجهة الحرب التجـارية الأمريكيـة

متابعات:

وسط تصاعد الحرب التجارية بين الصين وأمريكا بتبادل الرسوم الجمركية بين البلدين قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة جيدة التوقيت إلى «JL Mag» وهي شركة صينية كبيرة تعالج معادن الأرض النادرة، مرسلاً رسالة مبطنة واضحة إلى واشنطن مفادها أن الصين لديها المزيد من «الأسلحة» للضغط على إدارة ترامب.

والسؤال هنا: ما طبيعة دور الصين في تعدين المعادن النادرة وما مدى خطورة احتمال قيامها باستخدام هذه الصناعة كسلاح بمواجهة الحرب التجارية الأمريكية؟

جاء هذا في مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» الذي أكد أن هذه الزيارة تشير إلى الدعم من القيادة العليا في الصين لإنتاج المعادن الأرضية النادرة لافتاً إلى أن الكثيرين اقترحوا على الصين أن تحد من صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة كإجراء مضاد لقرار واشنطن زيادة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية وخفض إمدادات أشباه المواصلات من الشركات الصينية علماً أن تلك المعادن كانت من بين العناصر القليلة المستبعدة من قائمة التعريفة الأمريكية الأخيرة.

وتساءل المقال: ما مدى تأثير قيام الصين بحظر صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة على الاقتصاد الأمريكي؟ ليجيب بالقول: خطر جداً فإضافة إلى استخدامها في معظم الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، فإن المعادن النادرة مهمة جداً بالنسبة لـ«البنتاغون» والقوات العسكرية الأمريكية، حيث تعد ضرورية لأنظمة الأسلحة الرئيسية مثل الغواصة الهجومية السريعة «فيرجينيا SSN 774» والمدمرةDDG-51 مع منظومة ايجيس، والمقاتلة إف 35 وغيرها، وأيضاً تستخدم في صناعة الذخائر الموجهة بدقة وأشعة الليزر والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والرادار والسونار وغيرها من المعدات العسكرية.

وتابع المقال: هذا يدفعنا إلى التساؤل حول درجة اعتماد الاقتصاد الأمريكي، وخاصة قاعدته الصناعية الدفاعية على واردات الصين من المعادن الأرضية النادرة، مضيفاً: الجواب هو تقريباً 100٪.

فوفقاً لتقرير صادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في كانون 2017، فإن الصين توفر أكثر من 90٪ من الواردات العالمية من التربة النادرة، وقد كان هذا هو الحال منذ أواخر التسعينيات عندما أعطت حكومة الصين الأولوية لتطوير المعادن الحيوية.

ولفت المقال إلى أن مجموعة العناصر الأرضية النادرة تُحدد عموماً على أنها 15 عنصراً كيميائياً يتراوح عددها الذري من 57 «اللانثانوم» إلى 71 «اللوتيتيوم»، ويشار إليها عموماً باسم «اللانثانيدات»، وتشمل بعض القوائم الإتريوم أيضاً، وتدخل في صناعة أقوى مغناطيس معروف، مغناطيس النيوديميوم البورون الحديد، مثلها مثل المحفزات المستخدمة في مصافي تكرير النفط.

وأضاف المقال: من حيث الاحتياطيات المعروفة، تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الصين تستخرج 55 مليون طن متري من العناصر الأرضية النادرة، معظمها في منغوليا الداخلية، وتقدر احتياطيات الطاقة المتجددة العالمية بحوالي 130 مليون طن متري تمتلكها الصين والبرازيل وأستراليا والهند بترتيب تنازلي للاحتياطيات.