كل ما يجري من حولك

التخبط الترامبي إلى أين؟

التخبط الترامبي إلى أين؟

533

متابعات:

تتميز الفترة الرئاسية الترامبية، بتصعيد على أكثر من جبهة، فإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران، وتصعيد وتوتر معها، وتوتر مع روسيا وتوتر مع الصين وتصعيد حتى مع بعض الحلفاء كتركيا، فإلى أين يمضي هذا التخبط؟

لعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرغب بإعادة الأوضاع في المنطقة إلى ما قبل 2011، وخاصة انه على استعداد لسحب قواته من سوريا الأمر الذي يشكل اعترافا بفشل المؤامرة ضد سوريا، وبالتالي القبول بعودة المنطقة الى ما كانت عليه قبل 2011، بما تشمله ملفاتها من تأثير إيراني متنامي وازدياد في التغلغل الروسي بالمنطقة.

ولكن ترامب واهم بشأن عودة أوضاع المنطقة إلى ما كانت عليه، قبل الإتفاق النووي، وقبل الحرب على سوريا، فالأمر ليس لعبة أطفال يمكن الخروج منها وفق مزاجهم أو لخبطتها متى شاؤوا، والعودة متى شاؤوا، فهي أشبه بكرات متدحرجة يدفع بعضها بعضها إلى أن تتخذ وضعا متوازنا.

ومنذ اعتلائه سدة الرئاسة في البيت الأبيض، اصطبغت هذه الفترة بتصرفات يمكننا ان نطلق عليها ميزة “التخبطات الترامبية”، فمن انسحاب أحادي من الاتفاق النووي مع ايران، إلى حرب تجارية وتقنية على الصين لمنعها من تبوئ مكانة أمربكا كقوة اقتصادية أولى، إلى ضغوط على روسيا لمنع ازدياد نفوذها على الصعيدين الاقليمي والدولي، وفيما بين ذلك تصعيد مع كوريا الشمالية وضغوط على إيران، لجرها إلى طاولة المفاوضات، من أجل التوصل إلى اتفاق على مقاس ترامب.

فإلى أين يمضي ترامب في تخبطه؟ وما السبب في هذا التخبط؟ برأي الكثير من المحللين ان السبب في هذا التخبط يعود إلى عدم فهم ترامب للسياسة، ودخوله للسياسة من باب التجارة، فهو ينظر إلى الملفات السياسية نظرة التاجر، الذي من طبيعته ان يوزع صفقاته واستثماراته في العديد من السلات، لموازنة المحصلة بين الربح والخسارة. ولكن هذا لا ينجح في السياسة.

ورغم قوة أمربكا واعتبارها القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم، لكن سيأتي يوم يجر فيه ترامب أمريكا إلى مرتبة دون الصين وروسيا، أو قد يتنبه عقلاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري، سواء كانوا أعضاء في الكونغرس وغيرها من مؤسسات القرار، لخطر ترامب على أمريكا ويعملوا على عزله، ورغم انه في الوقت الحاضر هناك أغلبية لدى الحزب الديمقراطي وقلة في الحزب الجمهوري تعارض ترامب، ولكن هذه المعارضة ستتسع، وأقل ما يمكنهم فعله هو عدم اعادة انتخابه، هذا اذا لم يقدم الى المحاكمة أو يتم عزله.

You might also like