كل ما يجري من حولك

نيويورك تايمز: ضحايا النظام السعودي بالآلاف وراء القضبان

528

متابعات:

قالت الكاتبة الأمريكية كاثرين زويف، إن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي جذبت الأنظار تجاه انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي بحق مواطنيه، داعية إلى ضرورة تذكّر العالم الآلاف الذين ما زالوا يقبعون في سجون المملكة.

وأضافت الكاتبة في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز»، أن المناخ الجديد الذي يشعر بسوداويته المفكرون ونشطاء حقوق الإنسان في السعودية، ظهر مع صعود الملك سلمان سدة الحكم في 2015، الذي في عهده سُجن مزيد من النشطاء، وبُنيت سجون جديدة لاستيعابهم ضمن كثير من المدانين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، التي تُستخدم بشكل متزايد لسجن المعارضين السلميين.

وخصت الكاتبة بالذكر سجن «ذهبان» المركزي بالقرب من جدة، والذي بات معتقلاً لكثير من الشخصيات البارزة، أمثال رائف بدوي، ومحاميه السابق وليد أبوالخير، وغيرهما.

وذكرت الكاتبة أن قتل خاشقجي كثّف التدقيق الدولي في سلوك ولي العهد محمد بن سلمان في الداخل وسياسته الخارجية أيضاً، مع اتخاذ «الكونجرس» الأمريكي إجراءات ضده لوقف الدعم العسكري لحملته العسكرية باليمن.

وترى الكاتبة أنه ورغم الغضب المتواصل ضد ابن سلمان بسبب مصير خاشقجي، فإن الضوء لم يُسلّط بشكل كافٍ على معاملة ولي العهد للمعارضين في الداخل، والذين يُسجنون الآن بأعداد كبيرة غير مسبوقة؛ إذ وصل عدد المعارضين المعتقلين حتى الآن إلى 2600 معتقل، من بينهم علماء وكتّاب ومحامون ونشطاء في حقوق المرأة.

وأوضحت الكاتبة أن معظم هؤلاء مسجونون وفق قوانين مكافحة الإرهاب، وحُكم عليهم بتهم لا تتصل بالعنف، مثل انتقاد البلاط الملكي، والسخرية من الرموز الدينية. مشيرة إلى أن هؤلاء المسجونين أقل شهرة من خاشقجي في العواصم الغربية، لكن قصصهم ليست اقل أهمية.

ولفتت الكاتبة إلى أن السعودية لم تشهد هذا القمع والسلطوية من قبل بهذا الحجم. فرغم كون حكام المملكة منذ نشأتها ديكتاتوريين في حكمهم، فإن درجة التسامح مع المعارضين تنوعت خلال العقود الماضية.

وأشارت إلى حكم الملك عبدالله، الذي ناقش الإصلاح، وابتعث عدداً كبيراً من الطلبة إلى أوروبا وأمريكا في شكل منح؛ حتى صارت المملكة في عام 2010 من بين أكثر الدول نشاطاً في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. مضيفة: «حتى جاءت ثورات الربيع العربي، وتسببت في قلق الملك العجوز ومستشاريه، فاضطُر إلى إنفاق مليارات الدولارات على السعوديين، ورفع الرواتب، وسجن النشطاء المنتقدين للأوضاع الحقوقية».

وقالت الكاتبة: «ثم جاء سلمان في عام 2015، فتسارعت وتير الاعتقالات، وزادت عمليات الإعدام، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال عقدين».

ولفتت إلى أنه بجانب هذا القمع، جاء تحوّل متعمد في الرواية بقيادة محمد بن سلمان، الذي حظر النقاش العام حول الاصلاح الاجتماعي بشكل كبير، وركز الحديث عوضاً عن ذلك على التكنولوجيا وريادة الأعمال، لكنها إجراءات قوبلت برفض المفكرين السعوديين، واعتبروها مثير للسخرية وأنها لا تهدف إلا إلى جذب إعجاب الغرب.

ولاحظت الكاتبة أن إعلان ابن سلمان عما يُسمّى «رؤية 2030» لتنويع مصادر دخل المملكة في 2016، تزامن معه زيادة حالة القمع التي صارت أكثر قسوة، ولم تشمل المواطنين العاديين فقط، بل شملت كتّاباً وأمراء ورجال أعمال ونساء أيضاً.

وأوضحت أنه خلال الـ 18 شهراً منذ اعتلاء ابن سلمان ولاية العهد، «كانت الرسالة للمواطنين داخل المملكة بأن الأمير الشاب بحاجة إلى التحكم في رواية الأحداث، وأنه في سبيل ذلك لن يقمع معارضيه فقط، بل مؤيديه أيضا إذا ما تجرّؤوا على التعبير عن آرائهم علانية.

أما الرسالة إلى الخارج -كما أشارت الكاتبة- فهي أن ابن سلمان هو المنقذ الوحيد للمملكة، وأنه شخص ذو رؤية يصعد بمواطنيه المعارضين إلى قمة المستقبل.

وأكدت الكاتبة أن رواية ابن سلمان تتداعى الآن؛ فقد قتل خاشقجي لانتقاده المعتدل لنظام الحكم، ومعه كشف ولي العهد عدم تسامح حكومته مع أي معارضة.

ودعت الكاتبة إلى ضرورة إصرار حلفاء المملكة على إطلاق كل السجناء السياسيين. موضحة أن فضيحة خاشقجي وضعت ابن سلمان في موقف صعب، وزادت احتمال تلبية هذه المطالب.

وختمت الكاتبة بالقول إن ابن سلمان قد لا يدرك أن هوسه بالحفاظ على صورته بصفته صوتاً وحيداً للتقدم في المملكة قد عاق إصلاحاته.

You might also like