من يضبط من؟
زيد البعوة
في حكومة الإنقاذ تم التصريح عن ما يقارب الـ 50 من الفاسدين ولم يتم ذكر أسماء وتم إحالتهم للعدالة في وسائل الإعلام ولم يحصل ذلك في الواقع، هذا ما تم التصريح به واللهُ يعلمُ بحجم المستور من الفساد في كُـلّ المجالات.
وفي الميدان صرافة وحوالات لا ينامون من شدة الفاقة المفرطة لأنواع العملات النقدية لا يهمهم حالُ المواطن اليمني.
أما التجارُ فحدِّثْ ولا حرج، يشبهون الطفيليات التي تتغذى على جروح الآخرين، يرفعون أسعارَ السلع والمواد الغذائية، مستغلين الوضع نتيجة العدوان والحصار، يسيل لعابهم لكل ريال يسكن جيوبَ الفقراء.
وعدوان ظالم متغطرس يعمل جاهداً على إبادة الإنْسَان اليمني بشتى الطرق والوسائل قتلاً وحصاراً ودماراً أربعة أعوام لم يتوقف فيها لحظة واحدة.
ومواطن يمني قد غلبه الجوعُ والوجعُ، يناجي ربه أن يفرّجَ عنه، والله تعالى يجيبه بقوله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وكما قال الشهيد القائد: إن التغيير يبدأ من الإنْسَان ومتى ما تغير الإنْسَان إلى الأفضل تغير واقع الحياة..
كنا نظن وبعض الظن إثم أن السبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو ارتفاع الدولار ولكن عندما نزل الدولار بقيت الأسعار كما هي، فوجدنا أن السبب يكمن في جشع وطمع التجار وتقصير الحكومة.
سمعنا هذه الأيام أن أسعار الدولار وبقية العُملات هبطت بشكل نسبي، لكننا تفاجأنا ببقاء أسعار المواد الغذائية مرتفعةً ولم تتغير، والسؤال هنا: المسئولية على من؟
من يضبط التجار؟ هل الفاسدون الذين في حكومة الإنقاذ؟ ومن يضبط الفاسدين الذي في حكومة الإنقاذ العدوان ومرتزِقته مثلاً؟ اللهُ أعلم.
لا يوجد مبرّر إطلاقاً؛ لأَنَّ كُـلّ شيء واضح، هناك فسادٌ مُستشرٍ في كُـلّ مكان في مؤسّسات الدولة في شركة النفط ووزارة التجارة والصناعة وغيرها من المؤسّسات والوزارات ويكتفون بتصريحات جوفاء لا تأثيرَ لها في الواقع وكما قال المثل (اسمع جعجعة ولا أرى طحناً).
أما السيد القائد حفظه الله فقد أكمل الحُجّة لا تكاد تمر له كلمة أَوْ محاضرة أَوْ خطاب إلى ويتحدث فيه عن الجانب الاقتصادي ويخاطب الجميع شعباً وحكومةً ولكن دون جدوى.. (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)..
لقد حان الوقت لعمل جاد ومثمر وتغيير جذري في الواقع محاسبة ومراقبة وضبط وعقاب لمصلحة الجميع وإذَا حصل هذا فسوف يتغير الواقع إلى الأفضل، وهذا مرهون بالصدق والجد والاهتمام، والله المستعان.