كل ما يجري من حولك

لهذا لن نُهزم

541

وهاج المقطري

عاد من الجبهة بعد فترة طويلة قضاها متنقلاً في الجبهات، ثم طلب من أحد أصدقائي وهو صديقٌ مشتركٌ بيني وبينه، طلب منه أن يبحَثَ له عن عملٍ ففعل.

وتوسط له صديقُنا عند أحد الميسورين لتوظيفه بمعرفته.

بعد أن تأكَّد الرجل الميسور من أن الشابَّ كان مرابطاً بالفعل في الجبهات قال له: لماذا عدت ولم تستمر هناك.!!

قال المرابط: وضعي اختلف كثيراً جداً، حيث نزحت أُسرتي الى مدينة أُخْــرَى لا نعرف فيها أحداً وغادرنا منزلَنا وتعطل مصدرُ رزق أسرتي فاضطررت للعودة والبحث عن عمل بعد أن تقطعت بهم السبل..

قال له الرجل: كم تتوقع راتباً للوظيفة التي سأبحثُ لك عنها بحسب مؤهلاتك وخبرتك!؟

قال المجاهد: لا أعلم بالضبط.. ربما ستون أو سبعون ألفاً!!

قال له الرجل الميسور: عُـدْ يا بني إلى الجبهة وأنا ألتزِمُ أمامَ الله وأمام صديقَيك وأتكفل بدفع هذا المبلغ لأسرتك شهرياً وإلى حين عودتك بعد أن ننتصرَ إن شاء اللهُ، وإن اختارك اللهُ شهيداً فأنا التزم أمام الله وصديقَيك بسداد هذا المبلغ لأسرتك حتى ألقى الله، وأسالُ اللهَ عز وجل أن يكتُبَ لي بذلك نصفَ أو حتى ربع أجر جهادكم في الجبهات!!!

حصلت هذه الحادثة، وأنا كنتُ أحدَ الشاهدين عليها.

أُقسِمُ إني ساعتَها لم أستطعْ أن أحبسَ دموعي أمام هذا الموقف، وبكيت أمامهم كما الأطفال ثم قلت لصديقي بجانبي:-

لن نهزم بإذن الله وفينا مثل هؤلاء يا صديقي.

 

You might also like