صحافيون مصريون لابن سلمان: لا أهلاً ولا سهلاً

وقّع العشرات من الصحافيين المصريين، أمس الأحد، عريضة يعلنون فيها رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان للقاهرة، معلنين رفضهم بأسباب «إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية».
وجاءت المبادرة التي أطلقها الكاتب الصحافي والعضو السابق بمجلس نقابة الصحافيين المصرية، كارم يحيى، في ظل غياب موقف مجلس نقابة الصحافيين المصرية، أسوة بالرسالة الصادرة عن نقابة الصحافيين التونسيين إلى رئيس الجمهورية التونسية، برفضهم الصريح لزيارة ابن سلمان لتونس.
وكتب يحيى عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إن «هذا اقتراح للتداول بإصدار بيان يوقع عليه من يشاء من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين… علماً أن زيارة ولي العهد السعودي ستتم قريباً».
وفسر الموقعون على العريضة، في بيان، الأسباب التي دعتهم إلى هذا الموقف، بدءاً من الشق الإنساني، حيث «أهدر النظام السعودي ويهدر القيم الإنسانية وفي مقدمتها الحق في الحياة، سواء لمواطني بلاده أو للمصريين وغير المصريين العاملين في المملكة»، لافتين إلى أن «السعودية بلد لا يحكمه القانون ولا يتمتع بنظام قضائي مستقل… بل يتستر بالإسلام والشريعة… لتبرير ارتكاب الفظاعات».
كذلك فسروا موقفهم في الشق المهني، حيث «قتل الزميل الصحافي جمال خاشقجي… جريمة واضحة ومكتملة الأركان يتحملها النظام السعودي من الألف إلى الياء»، موضحين أن «الإصرار على إفلاته من المسؤولية ومعه الأسرة المالكة، وبخاصة محمد بن سلمان، تستوجب من الصحافيين في مصر وكافة أنحاء العالم إدانة هذا النظام وعلى رأسه الملك وولي عهده، واعتبارهم على رأس قائمة أعداء حرية التعبير والصحافة في العالم. بل وفي تاريخ المهنة».
وكان التعليل نقابياً أيضاً، فقالوا: «لا يتصور أن يقوم المتهم الأول بالمسؤولية عن جريمة القتل البشع لزميل صحافي على هذا النحو ومحاولات التغطية عليها بزيارة مصر، من دون أن يرتفع صوت نقابة الصحافيين المصريين بما لها من تاريخ استنكارا واعتراضاً».
وتمنّى الموقعون أن «يحذو مجلس النقابة حذو الموقف النقابي والمهني والإنساني المحترم لنقابة الصحافيين التونسيين»، معربين عن خشيتهم من أن «يستمر هذا الصمت المدان جراء وقوع هذا الكيان، المنوط به الدفاع عن الحريات والحقوق والتضامن من الزملاء الصحافيين، في قبضة ذوي المصالح المناقضة لكل ما هو مهني ونقابي الموالين للطغاة أعداء الحريات والشعوب».
واختتم الموقعون بيانهم بالقول «لكل هذه الإعتبارات والأسباب، ولأن ضمائر الإنسانية لا تحتمل الصمت على جرائم النظام السعودي وابن سلمان، فإننا نقولها من القاهرة: لا أهلاً ولا مرحباً بولي العهد السعودي في مصر. ونقول له ولمستضيفيه: مكان ابن سلمان أن يودع قفص الاتهام بمحكمة دولية لا هنا في القاهرة».