كل ما يجري من حولك

“لوبلوغ”: البيت الأبيض في عهد ترامب يبرر بسهولة العلاقة مع مستبدين كالنظام السعودي

449

متابعات:

نشر موقع لوبلوغ مقالاً لكبير الباحثين في واشنطن دانيال برومبيرغ حول دلالات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على السياسات الأمريكية في المنطقة، وعلى العلاقة الأمريكية مع نظام بني سعود.

وقال الباحث: إن قتل خاشقجي ذكّر الأمريكان بأن أمريكا بقيت متحالفة مع حكام ممالك خليجية يقومون بقمع وسجن وقتل المعارضين لمجرد التعبير عن آرائهم السياسية، لافتاً الى أنه “في ما يتعلق بالعلاقات الدولية، كان دائماً من الصعب تقييم السياسة الأمريكية تجاه المستبدين الأصدقاء لأمريكا من نواحي أخلاقية فقط، فبالنسبة لأمريكا ـ وبالتأكيد كثير من الحلفاء في أوروبا الغربية ـ يبقى موضوع التحالفات والمبادىء موضوع صعب، وفي الواقع يقدم الزعماء الأمريكان من كلا الحزبين الأمن والمصالح الاقتصادية على الاعتبارات الأخلاقية، والمصير المؤلم لـ خاشقجي يعري البشاعة التي ينطوي عليها الاستبداد في الدول التي يفتخر حكامها بعلاقات وثيقة مع واشنطن”.

ووفقاً للمحلل الأمريكي فإن التوجه الذي يثير القلق حول القوى الحالية المحلية والإقليمية والعالمية التي تجمعت للحفاظ على ما يمكن تسميته عملية إعادة هيكلة وبث الحياة وتحويل الاستبداد، وأحد جوانب هذه العملية هو صعود مستبدين متعطشين للسلطة ومصممين على فعل ما هو أكثر من فرض حكمهم، فما يسعون إليه هو منع وإن لزم تدمير أي عادات وتقاليد ومؤسسات ورثوها (في العادة في حالة سيئة) من زعماء سابقين.

ورأى برومبيرغ أن تلك القوى سمحت بدرجات مختلفة لإدارة الصراعات الاجتماعية والسياسية وتلك المتعلقة بالهوية بطرق لا تناسب فقط تلك الأنظمة، ولكنها كسبت نوعاً من الدعم أو استسلام على الأقل من زعامات المجموعات الاجتماعية والسياسية المناوئة، أما في دول “الاستبداد الليبرالي” فارتكزت الأنظمة على ما يسمى “صفقة الحكم” حيث تتم حماية المجموعات كلها بما فيها الإسلامية والعلمانية..

وكما أشار ستيفان لاكرويكس، فإن نظام بني سعود السياسي ارتكز على ديناميكية (نظرية جماعات المصالح الجديدة)، وهو نظام يقوم على توازنات حاول من خلاله الأمراء المتنافسون الوصول إلى نوع من التوافق بين أنفسهم ومع قيادة مؤسسات النظام المختلفة مثل “مؤسسة رجال الدين” وبيروقراطية الدولة، وقام محمد بن سلمان بوضع الأمراء المنافسين تحت الإقامة الجبرية في فندق ريتز كارلتون، ثم ما تبع ذلك اعتقالات للمفكرين والناشطات في مجال حقوق المرأة، وكله يشير إلى أن محمد بن سلمان لا يملك خطة لخلق “صفقة حكم” جديدة، بل على العكس فإن مقتل خاشقجي يشير إلى أن بن سلمان قد يكون بصدد خلق “مملكة خوف”.

ووفقاً للكاتب فإن البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب يبرر بسهولة العلاقة مع مستبدين مثل بن سلمان رافعاً بذلك الراية المجازية للنسبية الأخلاقية,لاعتقاده بأن مصالح أمريكا التجارية مع نظام بني سعود تقتضي ألا تواجه أمريكا هذا النظام الاستبدادي.

You might also like