«ذا ناشيونال» : جرائم السعودية ليست مفاجأة
متابعات:
قالت مريم الخواجة -الناشطة في مجال حقوق الإنسان- إن الغضب الذي تلا مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي أثار دهشة المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليج، إذ إن هذه الجريمة ارتكبت من قبل بلد ما زال يقطع رؤوس الناس، ويصلبهم، ويشرع العبودية الحديثة، ولديه تاريخ من الاختطاف والقتل.
وأضافت الخواجة في مقال بصحيفة «ذا ناشيونال» الاسكتلندية أن القول بأن حلفاء السعودية غضوا الطرف عن جرائم المملكة العربية السعودية غير صحيح، فالحقيقة هي أنهم مكنوا السعوديين من ارتكاب هذه الجرائم، والتأكد من أنهم لا يخضعون للمساءلة، مما يجعل الحلفاء متواطئين مع السعوديين.
تابعت أن «حملة القمع التي شنها محمد بن سلمان (مبس) في مايو 2018 والتي استهدفت أكثر المدافعات شهرة عن حقوق النساء في السعودية، كانت أمراً مثيراً للسخرية، فبعد شهر واحد فقط، كان (مبس) يحتفل على نطاق واسع بإعطاء المرأة الحق في قيادة السيارة».
ولم يكن رد فعل المجتمع الدبلوماسي أو التجاري الدولي مناسباً، وغالبية المدافعين السعوديين عن حقوق الإنسان الذين خاطروا بكل شيء من أجل حقوق الإنسان والإصلاح، يقبعون في زنازين السجون اليوم. وأشارت الكاتبة إلى أن المجتمع الدولي فشل في الرد على السعوديين عندما قطعوا رأس 47 شخصًا في يوم واحد، من بينهم الشيخ نمر النمر، الذي أعدم لأنه مارس حقه في حرية التعبير.
ولفتت إلى أن الشيخ النمر -الذي استُهدف أساساً بسبب دعوته إلى احترام حقوق الإنسان والحريات في السعودية ودعوته للسنة والشيعة إلى الاتحاد ضد الأنظمة القمعية- لم تمنح وفاته نفس القدر من الغضب الذي نالته قضية خاشقجي.
وتابعت: «لقد ذكرنا كل هذا ولم نتحدث بعد عن أفقر دولة في المنطقة، اليمن، حيث شنّ (مبس) الحرب هناك، وقتل الآلاف من المدنيين، واستهدف حافلة مدرسية للأطفال، وجنازات وحفلات زفاف».
ولفتت إلى أن هذه الحرب مستمرة بشكل رئيسي بسبب الأسلحة المباعة للسعودية من قبل العديد من الدول في الغرب، وبشكل رئيسي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
لقد نجحت الملكية المطلقة في المملكة العربية السعودية وأصبحت أقوى، بسبب الدعم من حلفائها، والرغبة في القيام بأعمال تجارية، بغض النظر عن الجرائم التي يرتكبها السعوديون.
وحتى البلدان التي تعتبر أكثر تقدمية، والتي تفخر بالتقدم الذي تحرزه في مجال المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، ترسل الوفود وتبيع الأسلحة لهذا النظام.
وقالت الكاتبة إنه بعد مقتل خاشقجي، رأينا العديد من كبار رجال الأعمال يعلنون أنهم لن يحضروا دافوس في الصحراء -وهو منتدى للاستثمار الاقتصادي في السعودية.
لكن ما هو غير معروف، هو أنهم أرسلوا موظفين على مستوى منخفض، وأعلن المنتدى عن صفقات استثمار أجنبية بقيمة 50 مليار دولار في اليوم الأول من المنتدى.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول «إن قضية خاشقجي ستكون نقطة تحول للمملكة العربية السعودية، لكن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن السعوديين سيستخدمون التفسير السخيف الذي قدموه بشأن القتل، ويواصلون التظاهر بالغضب، الأمر الذي سيمكن الأوساط الدبلوماسية ومجتمع الأعمال من العودة إلى العمل معهم كالمعتاد».