مستشارو هادي لا مشورة لهم… غير الدفاع عن النظام السعودي

متابعات:

كان بإمكان الفأر هادي أن يصف رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر الذي أقاله، بالـ«فاسد» متناسياً المسلسل الطويل من الفساد الذي يجري في مربع ماتسمي ب«الشرعية» أمام مرأى ومسمع الجميع.

يتحدث ناشطون سياسيون ومسؤولون يمنيون بأن «الرئاسة والحكومة تعملان منذ ست سنوات بلا رقابة شعبية ما جعل السلطة في موقف داخلي وخارجي مهزوز وانتشر الفساد الإداري بشكل مقرف وعجزت الحكومة في أن تمتلك قرارها السيادي والتحكم بمواردها السيادية. وهناك مجلس نواب تم انتخابه في 2003 ومات من مات وبقي من بقي من أعضائه وتم تجاوزه أصلاً بالحوار الوطني». الأمر الذي يقول عنه هؤلاء الناشطون إنه يحتاج إلى تمثيل شعبي يراقب أداء الرئاسة والحكومة.

في هذا السياق يقول مستشار هادي عضو مجلس النواب عبد العزيز جباري في منشور له على صفحته «فيسبوك» إنه «في ظل غياب مجلس النواب المفترض أن يُشكل رئيس الحكومة لجنة بإشراك بعض النواب لمعرفة الحقيقة حول ما يثار من مخالفات واستغلال للوظيفة العامة في بعض الوزارات ومنها وزارة الأوقاف ومحاسبة المخالفين بحيث تظل الثقة قائمة بين المواطن ومؤسسات الدولة».

وجباري واحد من أكثر من 25 مستشاراً لـ هادي يقبعون في الرياض دون أية مهمة لهم أو دور معروف.

وفي هذا السياق  يقول أحد مستشاري هادي إن « هادي عيّن له مستشارين ولكن في الحقيقة ليس لهم أي استشارة أو مهمة وأن هادي يتخذ قراراته دون إشراك المستشارين في صناعة ذلك القرار فهادي نفسُه يصدر القراراتِ بمفرده وربما ليس هو من يصنعُ القرارَ بقدر ما تصنعه الدولة السعودية وتحديداً السفير السعودي والذي يتحكم بكل صغيرة وكبيرة».

وظيفة الدفاع عن المملكة 

ولفت هذا المستشار إلى أن «الدور والوظيفة التي يراد منها من كل مسؤول في الشرعية هو الدفاع عن النظام السعودي في كل التهم التي توجّه له» متابعاً «عليك أن تذهب إلى صفحات كثير من المسؤولين الحكوميين والمستشارين فستدرك ذلك».

منشورات بعض المسؤولين الحكوميين والمستشارين تؤكد ما يقوله هذا المستشار ففي صفحة وزير الإعلام معمر الإرياني تظهر منشوراته عن المملكة واضحة ولا يزال الوسط اليمني يسخر من منشور هذا الوزير عن محمد بن سلمان الذي نشر صورته وكتب عليها: «فارساً في مشيته».

وفي تغريدة حديثه لـمستشار وزير هادي محمد بن موسى العامري وهو يدافع عن النظام السعودي يقول إن «حملة ممنهجه تستهدف السعودية وهو يدينها» وفي نهاية منشوره يدعي للمملكة!».

وكشف المستشار الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عن أن «مستشاري هادي وكثيرين غيرهم مطلوب منهم الدفاع عن السعودية وترويج الشائعات والدفاع حتى في قضايا خلافاتها مع قطر وأيضاً في كل قضية تتورّط فيها المملكة على سبيل المثال تقرير الخبراء الدوليين وأيضاً قضية خاشقجي وغيرها… حتى الأحزاب السياسية مطلوب منها القيام بذات الدور». ولعل البيان الأخير الذي صدر باسم الأحزاب اليمنية والذي أدانت فيه ما قالت عنه «الحملة الممنهجة التي تستهدف السعودية» دليل واضح على الدور المطلوب من المقيمين في الرياض.

وثائق فساد التعيينات 

التعيينات في ماتسمي «الشرعية» لا تكاد تتوقف يوماً واحداً ومن بين هذه القرارات التي تعمل حملة «اللهم لا حسد» على رصدها ومتابعتها بدقة ويقودها الصحافي اليمني نبيل الأسيدي؛ قرار تعيين «مروان ابن خالة نائف البكري موظفاً محلياً في القنصلية اليمنية بجدة والراتب بالريال السعودي».

وكشف الصحافي الأسيدي عن قيام السفير أحمد عوض بن مبارك بترشيح نجله خالد لتمثيل اليمن في مؤتمر للأمم المتحدة للقيادات الشابة قائلاً «يعني الأب يمثل اليمن في الأمم المتحدة حق الكبار والابن يمثل اليمن في الأمم المتحدة حق الشباب وعقبال ما يمثل الحفيد اليمن في الأمم المتحدة حق الأطفال».

وكشفت حملة «اللهم لا حسد» عن قرار تعيين آخر وهو «تعيين أحمد الشقيق الأصغر لوزير الشباب والرياضة نايف البكري مستشاراً سياسياً في سفارة اليمن بإندونيسيا». 

تعيينات نائب ومدير مكتب هادي 

الوثائق كثيرة والتوقيعات بارزة وليس أحمد عبيد بن دغر الفاسد كما قال هادي وجرى التخلص منه هو من كان يقوم بهذا السيل من الفساد؛ بل في هذه الوثائق التي تتبع بعضها تظهر توجيهات الجنرال علي محسن الأحمر لاستيعاب البعض بتوجيهات منه إضافةً إلى توجيهات أخرى باسم مدير مكتب رئيس الجمهورية عبد الله العليمي.

يُذكَرُ أن وزير خارجية هادي خالد اليماني قال بعد تعيينه إنه «سيعيد ترتيب السلك الدبلوماسي والسفارات وتقليص عدد الدبلوماسيين» لكن للأسف وبحسب تعبير الصحافي الأسيدي «يبدو أنه سيرتب السلك الدبلوماسي والسفارات لأبناء وأقارب المسؤولين كما كان يفعل سلفه وسيتم تقلي وسيتم تقليص كادر الخارجية المؤهل مقابل احلال أولاد واقارب وعوائل الوزراء والنافذين».

وبعد أيام من تصريحه تكشف وثيقة قرار تعيين نجل شقيق محمد زمام في منصب مستحدث وغريب وهذا ماهو إلا جزء من حقيقة ما يحدث وما يجري وحقيقة بوادر ترتيب السلك الدبلوماسي.

وينص قرار تعيين أنور نجل شقيق محافظ البنك المركزي محمد منصور زمام بتعيينه مساعداً للملحق التجاري للشئون الجمركية في السفارة اليمنية بالقاهرة. وبحسب الصحافي نبيل الأسيدي فإن «أنور إضافة الى كونه ابن شقيق زمام فهو مدير مكتبه بالبنك ومتزوج من ابنته».