تحذير “إسرائيلي” من أية “مغامرة” ضد إيران: قد نتلقّى “ضربة قاضية” على المدى الوجودي لا تتعافى (إسرائيل) منها
متابعات..|
حذّر اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك من أن أي هجوم جديد تشنه دولة الاحتلال على إيران قد ينتهي بـ«كارثة وطنية مروعة»، في ظل تراجع القدرات الدفاعية واستنزاف مخزونات الصواريخ الاعتراضية، مقابل تعاظم القدرات الصاروخية الإيرانية واستعدادها لرد أكثرَ قسوة.
وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية، اعتبر بريك أن الهجوم الإسرائيلي المباشر على إيران في يونيو الماضي شكّل «مغامرة كبيرة»، رغم ما حقّقه من أضرار طالت البرنامج النووي الإيراني ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، مؤكّـدًا أن إيران أطلقت خلال المواجهة التي استمرت 12 يومًا مئات الصواريخ الباليستية، استهدفت في معظمها قواعد عسكرية وأهدافًا استراتيجية داخل الأراضي المحتلّة، وليس المراكز السكانية المدنية.
وأوضح أن منظومات الدفاع الإسرائيلية، وعلى رأسها منظومة «آرو»، وبمساندة أمريكية، اعترضًا عددًا كبيرًا من الصواريخ، إلا أن عشرات منها أصابت أهدافًا حساسة، مخلّفة أضرارًا جسيمة، لافتًا إلى أن تركيز تلك الصواريخ على منطقة غوش دان كان كفيلًا بتحويل المواجهة إلى «كارثة وطنية شاملة».
وأكّـد بريك أن مخزونات أمريكا وكيان الاحتلال من الصواريخ الاعتراضية استُنزفت بشكل كبير، مُشيرًا إلى أن واشنطن أبلغت الاحتلال بعدم قدرتها على توفير الدعم الصاروخي نفسه في أية مواجهة مقبلة.
وحذّر من «المقامرة بمصير الدولة»، معتبرًا أن نتائجها قد تكون تدميرية على المدى الوجودي.
وَأَضَـافَ أن الضربة الإسرائيلية لم تمنع إيران من التعافي السريع؛ إذ حصلت، بمساعدة صينية، على آلاف الصواريخ الباليستية الجديدة، مع توقعات بأن تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 3000 صاروخ سنويًّا في المستقبل القريب.
وأشَارَ بريك إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتزم طرح خيار توجيه ضربة جديدة لإيران على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع مرتقب، محذّرًا من أن طهران ستوجّـه في هذه الحالة صواريخها مباشرة نحو المراكز السكانية، وعلى رأسها غوش دان، التي تضم نحو 70 % من المستوطنين و80 % من الثقل الاقتصادي للاحتلال.
وذكر بريك بأن الإيرانيين سبق أن هدّدوا بالرد بهذه الطريقة على أي هجوم جديد، مُشيرًا إلى أنهم باتوا اليوم أكثر استعدادًا بكثير، دفاعيًّا وهجوميًّا، مقارنة بالمرة السابقة.
وفي قراءة للتفوق النوعي والجغرافي، شدّد على أن الفارق الجغرافي بين الطرفين يجعل أي ضرر يصيب إيران أقل تأثيرًا مقارنة بما قد تتعرض له «إسرائيل»، نظرًا إلى أن مساحة إيران تفوق مساحة الكيان بنحو 75 مرة، مؤكّـدًا أن طهران قادرة على الصمود، بينما قد لا يتمكّن الاحتلال من التعافي من ضربة قاضية تطال مركزه السكاني والاقتصادي.
وطرح بريك تساؤلًا استنكاريًّا عما إذَا كانت “إسرائيل” قادرة فعلًا على تحمل الانجرار إلى جولة قتال جديدة كُـلّ بضعة أشهر، معتبرًا أن من الواضح لأي عاقل أنها، في مثل هذا السيناريو، لن تستطيع البقاء على المدى الطويل؛ بسَببِ صغر حجمها، ومحدودية مواردها، وضعف عزيمتها الشعبيّة.
وأنهى بريك مقاله بالتأكيد أن الخيار الوحيد المتاح أمام «إسرائيل» يتمثل في تعزيز اتّفاقيات الدفاع مع أمريكا وحلف شمال الأطلسي، إلى جانب السعي لإبرام مزيد من اتّفاقيات تطبيع مع دول عربية، لتفادي الانزلاق إلى مواجهة قد تهدّد بقاء كَيان الاحتلال على المدى الطويل.
المرجع: صحيفة هآرتس العبرية