كل ما يجري من حولك

“الشرائط الحمراء” حملة تجتاح عواصم ومدن غربية لإطلاق آلاف الفلسطينيين من سجون الاحتلال

46

متابعات..| تقرير

في إطار محاولة عالمية لتدويل ما يوصف بـ “الأزمة الإنسانية المنسية”، تشهد عدة عواصم غربية كبرى، من بينها لندن وأوتاوا وستوكهولم، حراكًا تضامنيًّا متسارعًا منذ أسابيع تحت شعار “حملة الشرائط الحمراء”، التي أطلقها نشطاء دوليون لتسليط الضوء على أزمة آلاف الفلسطينيين المحتجزين في السجون ومراكز الاعتقال “الإسرائيلية”.

وتقوم فكرة الحملة، التي رصدت تفاعلاتها صحيفة “هآرتس” العبرية، على ربط شرائط حمراء في الميادين والأماكن العامة والأبنية الحكومية، مثل منطقة “ويستمنستر” في لندن، لجذب الانتباه إلى أكثر من 9 آلاف فلسطيني قابعين خلف القضبان، من بينهم 3544 معتقلًا إداريًّا يخضعون للاحتجاز التعسفي دون تهمة أَو محاكمة، إضافة إلى مئات الأطفال والنساء والكوادر الطبية.

ويتبنى القائمون على هذا التحَرّك مصطلح “الرهائن الفلسطينيين” بدلًا من “المعتقلين”، في إشارة سياسية وحقوقية واضحة إلى أن ممارسات الاحتلال التي تعتمد على “المعلومات السرية” والاحتجاز دون إجراءات قانونية ترقى إلى مستوى “احتجاز رهائن على مستوى الدولة”، وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني وضمانات المحاكمة العادلة.

وقد اكتسبت الحملة زخمًا إضافيًّا بمشاركة شخصيات دولية بارزة، من بينها الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، التي ظهرت في وقفة احتجاجية بستوكهولم حاملةً شعار “أعيدوهم إلى بيوتهم” المزين بالشريط الأحمر، في محاكاة رمزية تعكس السعي لموازنة السردية الدولية تجاه ملف الأسرى والمحتجزين.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، عبر بيانات مصورة بثت كجزء من الحملة، أن الاحتلال يمارس “احتجازًا وقائيًا” غامضًا يمنع الأسرى ومحاميهم من الاطلاع على تهمهم، وهو ما يتقاطع مع تقارير أممية وحقوقية حديثة، مثل تقرير لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ومنظمة “أطباء؛ مِن أجلِ حقوق الإنسان – إسرائيل”، التي وثقت سياسات تعذيب ممنهج وإهمال طبي أفضى إلى وفاة نحو 94 فلسطينيًّا داخل مراكز الاحتجاز خلال العامين الماضيين.

وتستعد مدن غربية مثل لندن لتنظيم تظاهرات حاشدة في نهاية الأسبوع للمطالبة بالإفراج عن شخصيات طبية محدّدة، كالدكتور حسام أبو صفية، وسط تزايد الانتقادات الدولية للاكتظاظ وظروف الاحتجاز القاسية التي فُرضت منذ السابع من أُكتوبر، مما يجعل من “الشرائط الحمراء” صرخة احتجاجية عالمية تسعى لتحويل ملف المعتقلين الفلسطينيين إلى قضية رأي عام لا يمكن تجاوزها في أي مسارات سياسية مستقبلية.

المرجع: صحيفة “هآرتس” العبرية

You might also like