واي نت العبري: مستوطنات “الشمال” خالية.. حزب الله ما يزال مرعبًا
كريات شمونة: عاصمة الشمال المهجورة.. عام على صمت المدافع وصرخة المستوطنين في وجه الإهمال الحكومي
متابعات..|
بعد مرور عام كامل على توقف ضربات حزب الله، لا تزال مستوطنة كريات شمونة تجسد مشهدًا كئيبًا للهجران والإهمال، حَيثُ تحولت ما كان يفترض أن تكون “عاصمة الشمال” إلى مدينة أشباح تعاني من تجاهل حكومي حاد في ملف إعادة الإعمار وترميم المباني المدمّـرة التي طالتها الصواريخ.
ويصف الكاتب آفي شيلون في صحيفة “يديعوت أحرونوت” واقع المستوطنة بأنه كشف حقيقي لجوهر نهاية الحرب ومآلاتها، فبينما تتغنى الحكومة بإنجازات عسكرية ومبادرات سياسية مفترضة، يظل الواقع الميداني متعثرًا بشكل صارخ؛ إذ لم يعد غالبية السكان إلى منازلهم، وتكاد الحياة اليومية تكون مشلولة تمامًا لدرجة يصعب فيها العثور على مقهى واحد مفتوح في المساء؛ مما يعكس فشل تحويل المكاسب العسكرية إلى استقرار مدني ملموس.
ويرى شيلون أن الحكومة “الإسرائيلية” تركز جهودها على الوعود الأمنية المعتمدة على القوة العسكرية فقط، متجاهلة حقيقة أن الأمان الدائم والشعور بالأمل لا يتحقّقان إلا عبر اتّفاقيات سياسية مع الدولة اللبنانية تُجسد النتائج العسكرية وتضمن عدم عودة التهديدات، مؤكّـدًا أن السيطرة على جنوب لبنان لم تكن يومًا غاية في حَــدّ ذاتها بل وسيلة لتحقيق الأمن الذي لا يزال غائبًا.
ويمتد هذا الإهمال ليشمل البنية التحتية والربط اللوجستي، حَيثُ تبرز قضية غياب خط السكة الحديدية كأحد أكبر رموز الغضب الشعبي، ففي حين تستغرق الرحلة من كريات شمونة إلى تل أبيب ساعتين ونصفًا بالسيارة السريعة، لا تزال خطط إنشاء القطار التي وُعد بها المستوطنون حبيسة اللافتات الدعائية دون أي تقدم حقيقي على الأرض، رغم صغر مساحة الدولة وسهولة تقليص الفجوات بين الأطراف والمركز.
إن هذا الشعور المتزايد بـ “الهجران الأيديولوجي والمالي” يعكس أزمة ثقة عميقة بين المستوطنين وحكومتهم؛ إذ يواجه سكان الشمال اليوم نفس الإهمال التاريخي ولكن بمرارة مضاعفة، بعد أن تركوا لمواجهة ممتلكاتهم التالفة وحياتهم المشلولة بمفردهم، في ظل غياب أي مبادرات سياسية أَو اقتصادية جدية تعيد نبض الحياة لمنطقة الشمال التي باتت تصفها الأوساط “الإسرائيلية” بأنها منطقة “منسية” حتى بعد انتهاء المعارك الرسمية.
المرجع: