متابعات..|

في تحريض جديد يعكس حدة التوجّـهات المتشدّدة في واشنطن، أطلق السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام تصريحات تحريضية مثيرة للجدل خلال مقابلة مع قناة NBC News، دعا فيها إلى منح كيان الاحتلال الإسرائيلي تفويضًا عسكريًّا مطلقًا لتصعيد وتيرة العمليات ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

غراهام، الذي يُعد أحد أبرز حلفاء بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، كشف عن نيته حَثَّ الرئيس ترامب على عقد اجتماع عاجل مع نتنياهو الأسبوع المقبل لبلورة استراتيجية تقوم على فكرة “وضع حماس على ساعة زمنية”، وهو ما يُفسر كمحاولة لفرض شروط استسلام عسكرية قهرية تحت وطأة التهديد بتوسيع دائرة الاستهداف دون أي ضوابط قانونية أَو إنسانية.

وبحسب غراهام، فإن الخطةَ المقترحة تقتضي مطالبةَ حماس بتسليم أسلحتها ووقف أية محاولات لإعادة التسلح خلال فترة زمنية محدّدة وقصيرة، وفي حال عدم الامتثال، قال غراهام بلهجة عدائية حادة: “سنُطلق (إسرائيل) عليهم”، وهو تصريح يُعد ضوءًا أخضر مباشرًا لاستخدام القوة العسكرية المفرطة والفتَّاكة وتجاوز كافة الخطوط الحمراء التي تطالب بها المنظمات الدولية.

ولم يخلُ حديثُ السيناتور الأمريكي من اعترافٍ مريرٍ بتدهور مكانة الاحتلال دوليًّا، حَيثُ أقر بأن كَيان الاحتلال تلقّى “ضربةً على مستوى العالم كله” فيما يتعلق بصورتها وسُمعتها، وهو ما يشير إلى أن الحراكَ الحقوقي والشعبي العالمي بدأ يفرضُ ضغطًا حقيقيًّا يحاول الصقور في واشنطن الالتفاف عليه عبر الهروب نحو مزيد من التصعيد الميداني.

ويرى خبراء في الشؤون الدولية أن هذا الخطابَ التحريضي يأتي لمواجهة الزخم المتزايد للمطالبات الأممية بوقف الاحتلال نكث الاتفاق وإنهاء جرائم الحرب، حَيثُ يسعى غراهام ومن خلفه تيار “الصقور” في أمريكا إلى تأمين غطاء سياسي لنتنياهو يتيح له مواجهةَ الضغوط الداخلية والخارجية عبر استمرار العمل العسكري.

توجُّـهٌ عَـــدَّه مراقبون، يغلق الأبوابَ أمام أية مساعٍ حقيقية لتهدئة الأوضاع أَو إدخَال المساعدات الإنسانية الكافية، ويؤكّـد من جديد أن الرهانَ على الأدوات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية لا يزالُ هو المحركَ الأَسَاسي للسياسة الخارجية لبعض أقطاب واشنطن، بغض النظر عن الكُلفة البشرية الباهظة لجرائم حرب الإبادة التي وثّقتها المنظمات الدولية في القطاع المنكوب.