مزاعم عبرية حول “قنبلة الاندماج”: طموح إيراني للالتفاف على الفقه النووي وتحقيق “المفاجأة الكبرى”
متابعات..|
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مزاعم استخباراتية تشيرُ إلى سعي إيران لتطوير نوع غير مسبوق من الأسلحة النووية يُصنف علميًّا ضمن “الجيل الرابع”، وهو سلاح يعتمد على الاندماج النووي الخالص دون الحاجة إلى عملية انشطار أولية.
ويأتي هذا التقرير في ظل سباق محموم نحو “المفاجأة التالية” في المنطقة، حَيثُ ترى الصحيفة أن طهران، لا تزال تعمل في الخفاء على مشاريع طموحة تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك النووي التقليدي، والالتفاف على معاهدات عدم الانتشار الدولية من خلال تقنيات لا تتطلب استخدام اليورانيوم أَو البلوتونيوم وتكاد تخلو من الإشعاعات التقليدية.
ويشير تحليل هذه الادِّعاءات إلى أن التوجّـه الإيراني نحو “الاندماج الخالص” يمثل تحديًا تقنيًّا “جنونيًا” لم يسبق لأي مختبر أَو جيش في العالم تحقيقه؛ مما يضع المشروع في خانة التحدي العلمي والسياسي البالغ التعقيد.
وتذهب القراءات العبرية إلى أن هذا المسار قد يكون “مناورة تضليلية” بارعة لإخفاء النية الحقيقية في الحصول على أسلحة نووية تقليدية، أَو محاولة فقهية للالتفاف على “التحريم الديني” للأسلحة النووية الذي أقره المرشد الإيراني، عبر تطوير سلاح لا ينطبق عليه الوصف الفني للقنبلة الذرية المتعارف عليها.
ورغم تأكيدات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن قدرة إيران على إنتاج هذا السلاح تكاد تكون معدومة حَـاليًّا، إلا أن الإصرار الإيراني على استثمار موارد هائلة في هذا المشروع يعكسُ رغبة في بلوغ أقصى درجات الاستعداد التقني لـ “لحظة الاختراق” النووي.
وتعكس هذه الرواية العبرية حالة من القلق الاستراتيجي تجاه قدرة طهران على الابتكار في ظل الأزمات؛ إذ تواصل الماكنة العسكرية الإيرانية تسخير مواردها لتطوير أسلحة وُصفت بأنها مستقبلية، ما يعزز من قوة عنصر المفاجأة الذي يخشاه كَيان الاحتلال.
وفي ظل توقعات بهجمات مشتركة من “محور المقاومة”؛ فإن طرح قضية “الجيل الرابع” من الأسلحة النووية يسلِّط الضوء على عمق الصراع الاستخباراتي الذي يتجاوز الميدان العسكري المباشر إلى آفاق الهيمنة التكنولوجية والردع النووي غير التقليدي في المنطقة.
المرجع: صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية