كل ما يجري من حولك

تحليل غربي يكشف الدوافع الخفية وراء الضغط “الإسرائيلي” لدفع أمريكا نحو تغيير نظام فنزويلا

76

متابعات..|

تكشف دوافع كيان الاحتلال الصهيوني للضغط على واشنطن نحو تغيير النظام في فنزويلا عن استراتيجية متعددة الأبعاد تتراوح بين المصالح الاقتصادية والتوسع الجيوسياسي ومحاولة إعادة رسم التحالفات الإقليمية في نصف الكرة الغربي.

فبحسب تحليل موقع “فلسطين كرونيكل” الأوروبي، لا تنبع هذه الضغوط فقط من ارتباط المعارضة الفنزويلية بأجندة تخدم مصالح الاحتلال، بل أَيْـضًا من سعي (إسرائيل) لتوسيع نفوذها خارج الشرق الأوسط ودعم ما يُعرف بـ”اتّفاقيات إسحاق” التطبيعية في أمريكا اللاتينية.

أوجه التشابه المقلقة مع حرب العراق

تُبرز التحليلات أوجه تشابه صارخة بين الحملة الدعائية الحالية ضد فنزويلا وتلك التي سبقت غزو العراق عام 2003، مع تكرار نفس الأدوار.

فكما دعمت (إسرائيل) الغزَو الأمريكي للعراق عبر مراكز الأبحاث الموالية لها في واشنطن رغم عدم مشاركتها عسكريًّا، تُكرّر اليوم نفس السيناريو عبر مؤسّسات مثل “مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات” التي تنشر بحماس مقالات تدعو للسيطرة على النفط الفنزويلي.

وتُستخدم نفس التكتيكات الإعلامية، حَيثُ يُوصف نظام مادورو بأنه “راعٍ لإرهاب المخدرات” على غرار اتّهامات النظام العراقي سابقًا، مما يمهّد الأرضية الدعائية للتدخل.

ذرائع العلاقة بحزب الله وحماس: اتّهامات بلا أدلة

يُستخدم تحالف فنزويلا مع حزب الله وحماس كذريعة مركزية في الحملة الدعائية، حَيثُ يذهب المعلقون الموالون لكَيان الاحتلال إلى حَــدّ اتّهام هذه الجماعات بالاستعداد لشن هجمات على الأراضي الأمريكية.

لكن هذه الادِّعاءات تفتقر إلى الأدلة الملموسة، خَاصَّة وأن حزب الله وحماس يعتبران تقليديًّا أعداء لكَيان الاحتلال وليس لأمريكا بشكل مباشر.

وقد استخدمت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو هذه الذريعة نفسها مؤخّرًا عندما زعمت أن بلادها “غُزيت بالفعل” بواسطة “عملاء إيرانيين ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس”.

المصالح الاقتصادية: نفط فنزويلا كجائزة استراتيجية

تظهر الوثائق أن مراكز الأبحاث الموالية لكَيان الاحتلال تركّز بشكل صريح على “السيطرة على النفط الفنزويلي” كأحد الحوافز الرئيسية للتدخل.

ويُشبّه المعلِّقون المحافظون المؤيدون لترامب هذه الحالة بما حدث في العراق، حَيثُ أَدَّى الغزو إلى فتح أبواب النفط العراقي.

ويؤكّـد خبراء مثل سعيد قاسمي نجاد من “مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات” أن أي نظام جديد موالٍ لواشنطن سيطرد وكلاء إيران ويجعل الحدود الجنوبية الأمريكية “أكثر أمانًا”، في إشارة واضحة إلى الربط بين المصالح الأمنية الأمريكية والمكاسب الإسرائيلية.

“اتّفاقيات إسحاق”: البُعد الجيوسياسي الأوسع

يبرز أحد العوامل الأَسَاسية في سعي كيان الاحتلال لتغيير النظام الفنزويلي في إطار مبادرة “اتّفاقيات إسحاق” التي أطلقها الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، كامتداد لـ”اتّفاقيات أبراهام” في العالم العربي.

فبعد فشل الجذب المزيد من الدول العربية إلى التطبيع، تتجه (إسرائيل) نحو أمريكا اللاتينية، حَيثُ توجد حكومات يسارية تاريخيًّا وقفت مع القضية الفلسطينية.

سقوط فنزويلا قد يفتح الباب لسقوط حكومات يسارية أُخرى مثل كوبا ونيكاراغوا؛ مما يخدم التوسع الإسرائيلي في نصف الكرة الغربي.

الخلاصة: كيان الاحتلال كمستفيد رئيسي

رغم أن (إسرائيل) ليست المحرك الوحيد للأجندة الأمريكية في فنزويلا، إلا أنها تبقى طرفًا أَسَاسيًّا سيجني مكاسب مباشرة من إسقاط حكومة مادورو.

هذه المكاسب تشمل الوصول الاقتصادي المحتمل، وإضعاف تحالف يعاديها، وتمهيد الطريق لتوسيع دائرة التطبيع في منطقة حيوية جديدة.

يُظهر هذا التحَرّك كيف تحوّلت (إسرائيل) من لاعب إقليمي في الشرق الأوسط إلى فاعل جيوسياسي يسعى لإعادة تشكيل التحالفات العالمية بما يخدم استراتيجيتها طويلة المدى، مستخدمة في ذلك نفوذها في مراكز صنع القرار الأمريكي والأدوات الدعائية نفسها التي استخدمتها في حروب سابقة.

المصدر: موقع “فلسطين كرونيكل” الأوروبي

You might also like