كل ما يجري من حولك

تحليل عبري: تطورات اليمن “فرصة استراتيجية” جديدة أمام كيان الاحتلال للتواجد والسيطرة على الممرات البحرية

55

متابعات..|

أفرد الإعلامُ الصهيوني اهتمامًا بالغًا بالتطورات المتسارعة في اليمن، معتبرة أن صعودَ المجلس “الانتقالي” المدعوم إماراتيًّا يمثّل نقطة تحول جوهرية في الميزان الإقليمي، بما ينعكس بشكل مباشر على الطموح الإسرائيلي.

ويؤكّـد تحليلُ صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن تعزيزَ قوة “الانتقالي” يضع كَيان الاحتلال الصهيوني أمام مسارَين متباينَين؛ أحدهما يمثِّل تحديًا أمنيًّا والآخر يفتح له آفاقًا استراتيجية غير مسبوقة في بحر العرب وخليج عدن.

ويرسم التحليل العبري سيناريوهَين للمرحلة المقبلة؛ الأول يحذر من أن استمرار الصراع بين الأطراف التابعة للسعوديّة وبين الانتقالي المنصاع للإمارات يُضِعفُ القدرة على ممارسة ضغط متعدد الجبهات على قوات صنعاء؛ ما يمنحُها “سلامًا نسبيًّا” يتيحُ لها تطوير ترسانتها الصاروخية ومسيراتها بعيدة المدى وتحديث أنظمة الدفاع دون ضغط ميداني حقيقي.

أما السيناريو الثاني، وهو ما تعتبره (إسرائيل) “فرصةً ذهبية“، فيتمثل في نشوء كيان جنوبي مستقر ومنضبط عسكريًّا يسيطر على السواحل الاستراتيجية؛ إذ يراهن الاحتلال على علاقاته الوثيقة مع أبوظبي لتأمين تواجد استخباري -وربما عسكري- وتعاون أمني واقتصادي في مناطق نفوذ “الانتقالي” وعلى رأسها سواحل بحر العرب وخليج عدن، مستفيدًا من تصريحات سابقة لبعض قيادات المجلس أبدت انفتاحا على التعاون مع كَيان الاحتلال.

ووفقًا للتحليل، فإن إحكامَ “الانتقالي” قبضتَه على ميناءَي عدن والمكلا، بالتكامل مع وجود الاحتلال الإماراتي في جزيرة سقطرى، يعزِّز من قدرة كَيان الاحتلال على التحكم في طرق التجارة العالمية الحيوية، بدءًا من مضيق باب المندب والبحر الأحمر وُصُـولًا إلى قناة السويس.

ورغم أن الصحيفة شدّدت على أن “الوضع الراهن لا يغيّر التهديدَ الذي يشكّله الجيش اليمني بشكل فوري على كَيان الاحتلال وأن “الجنوب الجديد” يتبع أجندة الإمارات أولًا، إلا أنها رأت في إضعاف نفوذ صنعاء البحري مصلحة إسرائيلية عليا تستوجبُ دبلوماسية حذرة تستثمر في الثقة مع أبوظبي، مع تجنب الاستفزاز العلني في ظل التنافس الإقليمي بين الرياض وأبوظبي، مؤكّـدة أن مشروع الدولة الجنوبية المستقلة يظل “وعدًا استراتيجيًا” واعدًا لـلكيان، في إشارة لتسهيل مساعي التوسُّع لتحقيق مشروع (إسرائيل الكُبرى) والهيمنة على كامل المنطقة والسيطرة على بحارها.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية

You might also like