كل ما يجري من حولك

معهد أبحاث عبري: الجنوب اليمني يغدو ورقة بيد “إسرائيل” لتقويض نفوذ صنعاء في البحر الأحمر

84

متابعات..| تقرير:

تكشفُ تقارير صادرة عن مراكز أبحاث ومؤسّسات “إسرائيلية”، أبرزُها معهد “أبحاث الأمن القومي”، عن تحول خطير في الأبعاد الإقليمية للصراع الدائر في المحافظات اليمنية الجنوبية اليمن، معتبرة أن التحَرّكات الأخيرة لمليشيات المجلس الانتقالي، المدعومة إماراتيًّا، لم تعد شأنًا داخليًّا، بل باتت جزءًا محوريًّا في إعادة تشكيل موازين القوى في البحر الأحمر بما يخدم مصالح كَيان الاحتلال الإسرائيلي.

ويشير تقرير معهد “أبحاث الأمن القومي” إلى أن سيطرة مليشيات الانتقالي على حضرموت تمثّل دليلًا على تفكّك التحالف الهَشّ الموالي للسعوديّة الذي تأسس عام 2015.. كذلك تطرحُ صحيفة “المونيتور” الأمريكية بأنه سيقلبُ الموازينَ لدى أطراف تحالف الحرب على اليمن.

وفي ظل هذه التصدُّعات الداخلية التي تمنح الجيش اليمني في صنعاء أفضليةً مرحلية، يبرز رهانٌ إماراتي “طويل الأمد” يهدف إلى بناء كيان جنوبي منضبط، يتمتع بالدعم الاقتصادي والعسكري ويسيطر على السواحل والموانئ، وهو ما وصفه المعهد بأنه تطور “ذو أهميّة استراتيجية بحد ذاته”.

ويرى التقرير أن “الفرصة الذهبية”، وفق التوصيف الإسرائيلي، تكمن في نشوء كَيان جنوبي تابع لأبو ظبي، يسيطر على ميناء عدن ويتموضع قربَ باب المندب، ليكون بمثابة حاجز يحد من النفوذ المعادي للملاحة الإسرائيلية في أحد أهم الممرات البحرية العالمية.

وتعزز هذه القراءة ما كشفته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عن إرسال المجلس الانتقالي وفودًا للقاء مسؤولين إسرائيليين، في إطار تنسيق مباشر ضد الجيش اليمني، مقابل وعود واضحة بالاعتراف بكيان الاحتلال فور إعلان انفصال الجنوب، في مسعى صريح للالتحاق بقِطار التطبيع والارتماء في حُضن الاحتلال بغيةَ كسب دعم دولي.

بالتوازي، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصادرَ عبرية أن المحادثات مع ممثلي الانتقالي تضمنت مطالب صريحة بالحصول على أسلحة متطورة ودعم عسكري مباشر لمواجهة الجيش اليمني في صنعاء.

المصادر اعتبرت أن أي تحجيم فعلي لدور اليمن في البحر الأحمر لن يتحقّق عبر الغارات الجوية، بل من خلال “قوى برية تعمل بالنيابة عن الاحتلال”.

إذن تتولى المعطيات لتؤكّـد أن مليشياتِ الانتقالي تجاوزت كونها أدَاة في صراع داخلي، بل تحولت إلى رأس حربة في مشروع إقليمي تقوده أبو ظبي ويراهن عليه كيان الاحتلال لإعادة تشكيل معادلات الأمن في البحر الأحمر، في مواجهة اليمن الذي بات “رقمًا صعبًا” في معادلة الردع وداعمًا أَسَاسيًّا للقضية الفلسطينية.

المصادر: معهد “أبحاث الأمن القومي” ــ “المونيتور” الأمريكية ــ  “ذا تايمز” البريطانية ــ إسرائيل هيوم

You might also like