متابعات..|

أكّـد موقع “Eesti Eest” (لأجل إستونيا) أن سيناريو انفصال جنوب اليمن ينسجمُ مع مصالح أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني وحلفائهما، مُشيرًا إلى أن هذا المسارَ قد يفتح البابَ أمام حصول واشنطن على امتيَازات اقتصادية وجيوسياسية واسعة، تشمل الوصول إلى موارد الجنوب من المعادن والنفط، فضلًا عن إنشاء قواعد بحرية تقلِّلُ اعتمادها الاستراتيجي على جيبوتي.

ويرجِّح التقرير أنه بهَدفِ الحد من تحوّل حكومة صنعاء إلى قوة إقليمية فاعلة ومؤثّرة ولضمان عدم خوض حرب أخرى تضعِف قوات واشنطن وتشوِّه سُمعتَها، ستسعى أمريكا لتسوية محتملة معها ستكون – وفقَ الرؤية الأمريكية – مشروطةً، تقومُ على الاعتراف الدولي بسيطرتِها على شمال اليمن مقابِلَ فرض رقابة صارمة على تجارتها، ونزع سلاح جزئي، وتقديم ضمانات أمنية، وتدفُّق مساعدات إنسانية، إلى جانب رفع جزئي للحصار.

ويرى الموقع أن هذه المقاربةَ قد تحقّق حُزمةَ مكاسب لواشنطن وحلفائها، من بينها تقليص كلفة الصراع عسكريًّا، وضبط التوازُنات الإقليمية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتأمين المصالح الاقتصادية المرتبطة بالطاقة والممرات البحرية.

كما أشار إلى أن كيان الاحتلال سيكون من بين المستفيدين المباشرين من إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية لليمن بما يضعف قوات صنعاء وأي محور مُعادٍ له في المنطقة، بالأخص أن المجلس الانتقالي المموَّل إماراتيًّا موالٍ لـ (إسرائيل).

هذا الطرحُ الإستوني الأوروبي يعكس تصوُّرًا براغماتيًّا غربيًّا لإدارة الأزمة اليمنية، يقوم على تفكيك الصراع بدلًا عن حسمه، عبر تكريس وقائع جغرافية وسياسية جديدة.

ففصل الجنوب – بحسب هذا المنظور – لا يُنظَرُ إليه كحلٍّ يمني بقدر ما يُعد أدَاةً لإعادة توزيع النفوذ الإقليمي والدولي.

وفي الوقت ذاته، يُقدَّمُ احتواء صنعاء بشروط دولية صارمة كبديل عن المواجهة المفتوحة المؤلمة للكَيان وحُماته، بما يضمن تحييدَها إقليميًّا دون الدخول في حرب طويلة الأمد.

ويخلص التقرير إلى أن هذه السياسة قد تمنح الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب مكاسبَ سياسية داخلية، عبر تسويقها كنجاحٍ في إنهاء الحرب وتعزيز الاستقرار الإقليمي، حتى وإن جاء ذلك على حساب وَحدة اليمن وسيادته؛ ما يطرح تساؤلاتٍ جوهريةً حول كلفة هذه “التسويات” على المدى البعيد بالنسبة لليمن والمنطقة.

المصدر: موقع “Eesti Eest” (لأجل إستونيا).. كلمة “Eesti” تعني “إستونيا” باللغة الإستونية، وعبارة “Eesti eest” تعني “من أجل إستونيا” أو “لأجل إستونيا”.