كل ما يجري من حولك

رجل ترامب الخفي في أزمات العالم الحسّاسة يثير تساؤلات حول تضارب المصالح المحتمل

"واشنطن بوست" تزيح القناعَ عن رجل ترامب الخفي في أزمات العالم الحسّاسة

الملياردير اليهودي دبلوماسي غير رسمي لـ ترامب في مساعيه الخارجية

45

متابعات..|

عاد صهرُ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليكون لاعبًا محوريًّا في الدبلوماسية الأمريكية غير الرسمية، حَيثُ تولى مِلفات حساسة تتراوح من مفاوضات غزة إلى محاولات إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، في مؤشر على استمرار دور “الدبلوماسية الموازية” التي يظهر بها عهد ترامب.

وبحسب تقرير لـ صحيفة “واشنطن بوست”، فإن الملياردير اليهودي جاريد كوشنر، عاد بشكل مفاجئ إلى قلب العمل الدبلوماسي الدولي بعد أسابيع فقط من إعلانه عن نيته العودة إلى حياته الخَاصَّة في ميامي، حَيثُ يقود شركة استثمارية خَاصَّة بمليارات الدولارات.

وقد شملت تحَرّكاته الأخيرة اجتماعًا استمر خمس ساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ومباحثات مع مسؤولين أوكرانيين في جنيف وفلوريدا.

ويعمل كوشنر، الذي لا يشغل أي منصب رسمي حَـاليًّا، كمستشار غير رسمي للبيت الأبيض، وقد برّر الرئيس ترامب اختياره لكوشنر قائلًا: “لقد وضعت جاريد هناك لأنه شخص ذكي للغاية، وهو على دراية بالمنطقة، ويعرف أهلها، ويعرف الكثير من الأطراف الفاعلة”.

ويتخذ كوشنر ورفيقه في المفاوضات ستيف ويتكوف (رجل الأعمال العقاري والمقرَّب من ترامب) بهجًا تفاوضيًّا يختلف عن الدبلوماسيين التقليديين؛ ففي محادثات غزة، ركز كوشنر على مشاريع البناء المستقبلية والفوائد الاقتصادية، حَــدّ واشنطن بوست.

لكن هذا النهج واجه انتقادات أَيْـضًا، خَاصَّة فيما يتعلق بمِلف أوكرانيا، حَيثُ قوبلت الخطة التي شارك في صياغتها برفض قاطع في كييف والعواصم الأُورُوبية، وقد اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخّرًا بأن “الأمريكيين يبحثون عن حَـلّ وسط”.

ورغم النجاح النسبي في المراحل الأولى من اتّفاق غزة، إلا أن البنود الأكثر تعقيدًا المتعلقة بالنكث المتكرّر من الاحتلال لاتّفاق غزة والإصرار المشين على تقرير مصير أهلها بعيدًا عنهم وإعادة الإعمار لا تزال تواجه عقبات كبيرة.

ويبدو أن عودة كوشنر إلى الواجهة الدبلوماسية تؤكّـد استمرار نموذج “الدبلوماسية الشخصية” في عهد ترامب، حَيثُ يعتمد على مقربين غير تقليديين يتمتعون بعلاقات شخصية ومالية مع قادة العالم، في تحدٍّ واضح للبيروقراطية الدبلوماسية التقليدية وأحيانًا لمبدأ فصل المصالح الشخصية عن السياسة العامة.

ويمتلك كوشنر ثروة شخصية ضخمة جعلته مليارديرًا حسب تصنيف مجلة “فوربس”، وتتألّف من حصته في شركة “أفينيتي بارتنرز” الاستثمارية التي أسسها عام 2021، والتي حصلت على جزء كبير من رأس مالها التأسيسي من صناديق الثروة السيادية في السعوديّة والإمارات وقطر.

وقد أثارت هذه العلاقات المالية تساؤلات حول تضارب المصالح المحتمل، خَاصَّة وأن كوشنر تعامل مع قادة هذه الدول خلال عمله في البيت الأبيض سابقًا.

المصدر: صحيفة “واشنطن بوست”

You might also like