قلقٌ “إسرائيلي” متصاعد من تنامي التعاطف الإيطالي مع الفلسطينيين وتراجع مكانة الاحتلال في الشارع الأُورُوبي
متابعات..|
تتزايد مخاوف الأوساط الإسرائيلية من التحولات العميقة التي يشهدها الرأي العام في إيطاليا، على خلفية حرب الاحتلال في غزة، حَيثُ تشير معطيات إعلامية إسرائيلية إلى اتساع دائرة التأييد للقضية الفلسطينية، مقابل تنامي الانتقادات للسياسات الإسرائيلية، حتى في المؤسّسات والأحزاب التي كانت تُعد سابقًا أقرب إلى المواقف الغربية التقليدية المتعاطفة مع الاحتلال.
وذكرت مراسلة موقع “زمان إسرائيل” روزيلا تراكتين أن إيطاليا شهدت في 22 سبتمبر الماضي واحدة من أكبر المظاهرات المؤيدة لغزة منذ سنوات، بعدما تفاجأت الشرطة بخروج عشرات آلاف المحتجين في شوارع روما، بينما أكّـد المنظمون أن العدد تجاوز 300 ألف، إضافة إلى مسيرات موازية في 80 مدينة أُخرى.
وفي اليوم نفسه، أغلق عمال ميناء جنوة المرفأ الرئيسي للمدينة احتجاجا على استمرار توريد الشحنات لـ(إسرائيل)، بينما انضم إعلاميون ومشاهير للحراك، من بينهم المذيعة الشهيرة أنطونيلا كليريتشي التي دعت على الهواء مباشرة إلى كسر الصمت إزاء “المجزرة في غزة”.
كما دعا الاتّحاد العام للعمل أكبر نقابة عمالية في البلاد –ويضم نحو 5 ملايين عضو– إلى إضراب ومظاهرات واسعة في 3 أُكتوبر، بدعم من أحزاب المعارضة الكبرى؛ الحزب الديمقراطي، حركة الخمس نجوم، وأحزاب اليسار المتطرف. وقدّر المنظمون أن أكثر من مليوني شخص شاركوا في مختلف الفعاليات، في أكبر حشد سياسي تشهده إيطاليا منذ أعوام.
وأشَارَت تراكتين إلى نتائج استطلاع نشره معهد SWG، أظهر أن الغضب الشعبي المتزايد من الدمار في غزة بعد 7 أُكتوبر انعكس على مواقف الإيطاليين، حَيثُ باتت شرائح واسعة منهم تنتقد الاحتلال بشدة، في ظل حضور كثيف للقضية الفلسطينية في البرامج التلفزيونية ونقاشات وسائل التواصل والإعلام المحلي.
وشهدت بعض الاحتجاجات أعمال اقتحام لمؤسّسات إعلامية مثل صحيفة لا ستامبا في تورينو، حَيثُ رُشّت شعارات كـ”فلسطين حرة” و”الجرائم الإسرائيلية”، في مشهد أثار جدلًا واسعًا حتى بين المعارضين للسياسات الإسرائيلية.
ويبرز في هذه التحولات دور البروفيسورة فرانشيسكا ألبينزا، الشخصية الأكاديمية الأكثر تأثيرا في إيطاليا حَـاليًّا، والمتهمة في الأوساط الإسرائيلية بـ”التحيز” ضد تل أبيب. فقد تحولت إلى واحدة من أبرز الأصوات المنادية بوقف الحرب، مع انتشار واسع لكتبها ومداخلاتها الإعلامية، وحصولها على جوائز وجنسيات فخرية في مدن إيطالية عديدة.
وتكشِف هذه التطورات –وفق التقديرات الإسرائيلية– عن تراجع ملموس في صورة (إسرائيل) داخل المجتمع الإيطالي، وانعكاس ذلك على المزاج الشعبي تجاه المؤسّسات اليهودية، التي رصدت ارتفاعا ملحوظًا في حوادث المعأدَاة خلال عام 2024، بعدما تضاعفت البلاغات مقارنة بالعام الذي سبقه، وتعرضت جدران الكنس في عدة مدن لعمليات تخريب تحمل شعارات “فلسطين حرة” ومناهضة للصهيونية.
وبينما تواصل حكومة الاحتلال تحذيراتها من “اتساع معأدَاة السامية” في أُورُوبا، ترى أوساط إسرائيلية أن ما يجري في إيطاليا يعكس تحولًا سياسيًّا واجتماعيًّا عميقًا يرتبط مباشرة بالاعتداءات الإسرائيلية في غزة، ما ينذر بتآكل أحد أهم معاقل الدعم الأُورُوبي التقليدي للاحتلال.
المصدر: موقع “زمان إسرائيل”