صحيفة عربية: هكذا أخلت السعودية الساحة اليمنية للإمارات
متابعات..|
واصلت الرياض، إجلاء طواقمها العسكرية والمدنية من مدينة عدن، في حين اعتبرت صنعاء ما يجري في جنوب اليمن «مؤامرة إماراتية – سعودية – أميركية».
وقالت مصادر ملاحية في مطار عدن، لـ»الأخبار»، إن المطار يشهد حالة إرباك منذ مطلع الأسبوع الجاري، نتيجة استمرار عملية الإجلاء الواسعة التي تقوم بها القوات الجوية السعودية، منذ السبت الماضي، والتي شملت، نقل ما تبقّى من وزراء في حكومة عدن وعدد من الطواقم المدنية التابعة للرئاسة في قصر المعاشيق، وكذلك طواقم طبية سعودية كانت تعمل في مستشفيات المدينة إلى المملكة.
وتزامنت هذه الخطوة مع توجيهات سعودية إلى الفصائل المسلّحة الموالية للمملكة، وعلى رأسها «قوات درع الوطن» السلفية، بالانسحاب الفوري من عدن ومن مناطق تمركزها في محافظات لحج وأبين والمهرة ووادي حضرموت، وإعادة الانتشار على طريق العبر الرابط بين حضرموت ومأرب، ومنطقة الوديعة الحدودية، وإغلاق المنفذ البري الوحيد الرابط بين اليمن والمملكة.
وأثارت تلك الانسحابات مخاوف القوى الموالية للرياض في المحافظات الجنوبية والشرقية، من تعرّضها لانتهاكات واسعة من قبل فصائل «الانتقالي»، خصوصاً بعد قيام الأخيرة بأسر عدد من منتسبي «قوات حماية حضرموت» التابعة لـ»حلف قبائل حضرموت» الموالي للرياض، فضلاً عن ارتكابها انتهاكات واسعة طاولت عشرات المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، وتعريضها منازل ومحالّ العشرات منهم للمداهمة والنهب المُنظّم.
وأكّدت بعض أسر العسكريين المتحدّرين من محافظات عمران وذمّار وريمة، والذين أُسروا من قبل «الانتقالي» الأسبوع الماضي، أن أبناءها تعرّضوا للتصفية الجسدية.
وقوبل ذلك باستنكار محافظ حضرموت المُعيّن من قبل حكومة صنعاء، اللواء لقمان باراس، الذي اتّهم في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» (نسخة صنعاء)، «أطرافاً دولية بالوقوف وراء الاقتتال الذي يجري في حضرموت».
واعتبر أن «التحرّكات الأخيرة تهدف إلى فرض موازين قوى جديدة تخدم مصالح (أطراف) دولية وإقليمية تتطلّع إلى السيطرة على مواقع استراتيجية وموارد حيوية».
من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، عبدالله النعمي، أن «التحرّكات الأخيرة في المحافظات الجنوبية مؤامرة سعودية – إماراتية – أميركية هدفها فرض مشروع انفصال وتفكيك اليمن». وقال، في تصريح إن «السعودية والإمارات تلعبان بالنار في الجنوب».
في المقابل، يواصل «الانتقالي» تعزيز نفوذه العسكري في مضيق باب المندب. وعلمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر في عدن، أن قوات تابعة له فرضت، كامل سيطرتها على مقر اللواء الرابع التابع لـ»قوات درع الوطن» في منطقة رأس العارة الساحلية المطلّة على باب المندب، كما استكملت السيطرة على المعسكرات والمواقع العسكرية كافة في منطقة شحن الحدودية مع سلطنة عمان.
وأضافت المصادر أن السلطات العمانية أعادت إغلاق منفذ شحن، إثر سيطرة قوات «الانتقالي» عليه، وذلك بعد أن كانت أعادت فتحه في أعقاب تسليمه لـ»قوات درع الوطن»، السبت الماضي.
من جهتها، أغلقت الرياض الأجواء اليمنية، بالتزامن مع توقّف إمدادات الغاز المنزلي من منطقة صافر الواقعة في محافظة مأرب، وهو ما قد يشير إلى أنها ستُلقي الكرة في ملعب أبو ظبي، بتعليق الأنشطة كافة التي كانت تقوم بها، ومنها المشاريع التي كان ينفّذها «برنامج إعادة الإعمار»، وكذلك تمويل محطات الكهرباء بالوقود وتمويل المستشفيات.
وبهذا، تضع السعودية، الإمارات وحدها أمام تبعات ثقيلة فشلت حكومة عدن و»المجلس الرئاسي» في مواجهتها، رغم الدعم الدولي والسعودي الذي كانت تتلقّاه.
مع ذلك، واصلت الإمارات الاحتفال بسقوط حضرموت والمهرة بيد القوات الموالية لها في جنوب اليمن وشرقه؛ وأيّد مستشار رئيس البلاد، عبد الخالق عبدالله، توجّه «الانتقالي» إلى فرض واقع انفصالي في الجنوب.
وكتب في منشور له على منصة «إكس» أنه «حان الوقت لدول الخليج العربي (في إشارة إلى السعودية)، للتصالح مع الواقع والاعتراف بالجنوب العربي كدولة شرعية».
المصدر: صحيفة الاخبار اللبنانية