كل ما يجري من حولك

“بضغطة زر واحدة، يمكنك إسقاط الدولة بأكملها في لحظة”: تهديد وجودي جديد لكيان الاحتلال

161

متابعات..|

أطلق رئيسُ الإدارة الوطنية للأمن السيبراني في (إسرائيل)، العميد (احتياط) يوسي كارادي، تحذيرًا غير مسبوق من أن كَيان الاحتلال الصهيوني يواجه تهديدًا وجوديًّا جديدًا يمكن أن يؤدي إلى “انهيار دولة بأكملها في لحظة” من خلال هجمات إلكترونية شاملة، في ما وصفه بأنه “الحرب السيبرانية الأولى”.

ووفقَ موقع “واي نت” العبري فَـإن كارادي، أكّـد خلال كلمة ألقاها في مؤتمر أسبوع الأمن السيبراني بجامعة تل أبيب يوم الثلاثاء، أن “المعركة القادمة ستُحسَم في الفضاء الرقمي”، مُشيرًا إلى أن (إسرائيل) تشهد حَـاليًّا تصعيدًا خطيرًا في هذا المجال؛ إذ كشف عن حجم الهجمات ومحاولات الاختراق التي تعرضت لها (إسرائيل) خلال الأشهر الستة الماضية.

وطرح المسؤول الإسرائيلي مصطلحًا جديدًا هو “الحصار الرقمي”، وهو سيناريو مرعِب يُمكن أن تشلّ فيه هجمات إلكترونية محطات الطاقة، وتعطل إشارات المرور، وتهدّد أنظمة الاتصالات، وتلوث مصادر المياه، “كل ذلك بضغطة زر عن بُعد”.

وأوضح كارادي قائلًا: “هذا ليس سيناريو مستقبليًّا خياليًّا، بل هو توجّـه تنموي حقيقي…

نحن على طريق عصر تبدأ فيه الحرب وتنتهي في الفضاء الرقمي“.

وأشَارَ التحذير إلى أن إيران تتبنى مبدأ “الحرب السيبرانية” بشكل متزايد، مع تحول في استهدافها من الأهداف العسكرية إلى البنى التحتية الحيوية والمدنيين.

وكشف كارادي عن تفاصيل هجمات سابقة، منها: محاولة عام 2020 لتغيير مستويات الكلور في نظام المياه الإسرائيلي، مما كان قد يؤدي إلى تسمم جماعي، كذلك هجمات على مستشفيات مثل “هيلل يافي” و”ماياني هايشوعا” و”شامير (آساف هاروفيه) “، حَيثُ اتضح أن هجوم يوم الغفران الأخير على مستشفى شامير نُفذ من قبل مجموعة هجوم إيرانية تختبئ خلفَ واجهة عصابة لبرامج الفدية تسمى “قيلين”.

كما أكّـد أن إيران تعتد النموذج الهجين، الذي يجمع بين الهجمات المادية والإلكترونية والنفسية، كما حدث عندما أطلق صاروخ على معهد وايزمان مصحوبًا باختراق كاميرات المراقبة لتوثيق الهجوم ببث مباشر حال الإصابة، وإرسال رسائل تخويف بالبريد الإلكتروني إلى موظفيه.

كشف كارادي عن بيانات صادمة تضع (إسرائيل) في قلب العاصفة السيبرانية وفي صدارة الدول المستهدفة:

وفقًا لبيانات مايكروسوفت التي قدمها، تُعد (إسرائيل) ثالث أكثر دولة في العالم تتعرض للهجمات الإلكترونية، حَيثُ تمثل حوالي 3.

5 % من إجمالي الهجمات العالمية، وهي نسبة استثنائية مقارنة بعدد سكانها.

وتم رصد 1200 حملة تأثير مختلفة تهدف إلى الحرب النفسية خلال العملية العسكرية الأخيرة، وهو رقم غير مسبوق يهدف إلى زعزعة الصمود الوطني من خلال معلومات مضللة وفيديوهات تخويف.

ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى التحول الجذري في طبيعة الحرب السيبرانية؛ من كونها أدَاة “جراحية” صامتة للتجسس أَو استهداف منشآت عسكرية محدّدة (كما في حالة هجوم دودة “ستوكسنت” على المنشآت النووية الإيرانية عام 2010)، إلى سلاح شامل يعطّل الحياة اليومية للمواطنين.

وأشَارَ إلى أن الخط الفاصل بين الجريمة الإلكترونية المنظمة وإرهاب الدولة أصبح يتلاشى، مما يتيح لدول مثل إيران وروسيا “مساحة من الإنكار” عبر استخدام عصابات إلكترونية واجهة (بروكسي).

واختتم كارادي كلمته بتحذير من أن التهديد المُضاعف، مُشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يضاعف من قدرات جميع الأطراف؛ قائلًا: “الاعتماد الكامل على التكنولوجيا الرقمية والانفجار الهائل في الذكاء الاصطناعي يُتيحان فرصًا هائلة، لكنهما يمنحان المهاجمين أَيْـضًا مساحة لا متناهية”.

وأكّـد أن الرسالة واضحة: “في الحرب القادمة، قد تكون لوحة المفاتيح أشدُّ فتكًا من الصاروخ”.

المصدر: موقع “واي نت” العبري

You might also like