كل ما يجري من حولك

أشهر مجلة أمريكية: لماذا يتصارع حلفاء واشنطن في اليمن ..!

123

متابعات..|

لطالما كانت السعودية والإمارات، حليفتا واشنطن على خلاف متزايد في اليمن، ما يحوّل الصراع من جبهة موحّدة ضد حركة الحوثيين إلى حرب بالوكالة للسيطرة على أراضي الجنوب ومواردها.

لكن هذا التنافس المتداخل بين الرياض وأبوظبي في اليمن يترجم التعقيد الجيوسياسي الذي تديره واشنطن وشركاؤها في اليمن …

 

سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات سيطرته على معظم جنوب اليمن، بما في ذلك البنية التحتية النفطية والموانئ الرئيسية، يرفع من مستوى المنافسة على النفوذ الخليجي وهدّد بإعادة رسم الخريطة السياسية للبلاد.

 

هذا التنافس الجديد يبرز تعقيدات السياسة الأميركية، وقد تواصلت مجلة نيوزويك عبر البريد الإلكتروني مع وزارة الخارجية الأميركية ووزارتي خارجية السعودية والإمارات للتعليق.

 

وقد يستغل الحوثيون الانقسام لتعزيز وجودهم في الشمال. وسيكون على الولايات المتحدة والفاعلين الدوليين تعديل جهود المساعدات والتنسيق الأمني والدبلوماسي لمنع خروج اليمن عن المخطط المرسوم له أمريكيا والذي تنفذه السعودية والامارات عبر ادواتهما المحلية في هذا البلد الذي مزقته الحروب.

 

لماذا اليمن مهم..!

 

إن التوتر المتصاعد بين السعودية والإمارات في اليمن يشير إلى إعادة توازن رئيسية في سياسات الخليج. فالسيطرة على جنوب اليمن تمنح نفوذاً على احتياطيات النفط الحيوية والموانئ والحدود، مما قد يحدد مستقبل هيكل الحكم المتشظي في البلاد.

 

بالنسبة للسعودية، فإن فقدان النفوذ في هذه المناطق يُضعف قدرتها على تشكيل مسار اليمن السياسي وتأمين حدودها الجنوبية. وفي الوقت ذاته ظلّ الحوثيون قوة فاعلة في شمال البلاد.

 

ما الذي يجب معرفته..!

 

لقد سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على كامل جنوب اليمن، وهو تطوّر قد يعزّز احتمال إعلان استقلال الجنوب وعودة البلاد إلى شكلها القديم كدولتين وفق كل المراقبين.

 

وبالتالي تمثل هذه الخطوة نقطة تحوّل رئيسية في النزاع اليمني وتمهد لتحوّل كبير في ميزان القوى في الجنوب.

 

تراجع النفوذ السعودي وأسئلة عن دورها

 

يمثل هذا التطور الدراماتيكي ضربة كبيرة لنفوذ السعودية في اليمن. فلطالما دعمت الرياض الحكومة المعترف بها دولياً، لكنها تجد نفسها الآن أمام احتمال فقدان السيطرة على موانئ الجنوب وحقول النفط والمناطق الحدودية.

 

كما سحبت السعودية قواتها من قصر المعاشيق ومطار عدن, في إشارة إلى أن القوات الموالية لها ضمن الحكومة المعترف بها دولياً قد هُزمت مؤقتاً.

 

هذا التحوّل يعرقل جهود السعودية للحفاظ على جبهة موحدة ضد الحوثيين ويجبر الرياض على إعادة تقييم استراتيجيتها:

هل تلجأ لرد عسكري؟ أم تتفاوض مع المجلس الانتقالي؟ أم تقبل بتراجع دورها في الجنوب؟

 

الخلفية التاريخية

 

على الرغم من الوحدة في 1990، بقيت الانقسامات قائمة. وفي 2014 سيطر الحوثيون على مساحات واسعة من شمال اليمن، مما دفع بالسعودية إلى التدخل في 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً.

 

والحرب التي تلت ذلك عمّقت الانقسام بين الشمال والجنوب، وخلقت الظروف التي سمحت للمجلس الانتقالي بتعزيز مشروعه للسيطرة على الجنوب.

 

التأثير على الولايات المتحدة وترابطه مع أزمة السودان

 

تزيد سيطرة المجلس الانتقالي من تعقيد سياسة واشنطن، التي تجد نفسها أمام صدام بين اثنين من أهم حلفائها في الخليج.

 

ويبدو أن هذه التطورات متصلة أيضاً بتوترات مرتبطة بالأزمة السودانية. إذ أكد الرئيس دونالد ترامب أن السعودية طلبت تدخل الولايات المتحدة في الحرب الأهلية في السودان، وهي الأزمة التي أثارت انتقادات دولية للإمارات بسبب اتهامات بتسليح قوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

 

ماذا بعد ؟

 

من المرجح أن يعزز المجلس الانتقالي سلطته في الجنوب، مما يمهد لاحتمالات:

 

صدام مباشر مع الحكومة المعترف بها دولياً

 

أو الدخول في مفاوضات سياسية

 

أما السعودية فستحتاج إلى تحديد موقفها إن لم يكن لها اليد الطولى في رسم هذا المشهد وفقاً لكثير من المحللين.

 

خيارات السعودية:

 

الرياض امام ثلاثة خيارات رد عسكري أو مسار دبلوماسي أو القبول بوجود جنوب شبه مستقل لكن الأهم هو الطرف الآخر الذي يراقب عن كثب.. إنهم الحوثيون.

 

You might also like