استئناف خط ملاحي رئيسي عبور البحر الأحمر يُنذر بعودة كاملة لسفن الحاويات
متابعات..|
في تطور يُعتبر مؤشرًا مهمًا على عودة الثقة التدريجية إلى ممر البحر الأحمر الحيوي، أعلنت شركة الشحن البحرية الفرنسية العملاقة “سي أم إيه سي جي إم” عن إعادة تفعيل خط ملاحي رئيسي يربط بين الهند وباكستان والساحل الشرقي لأمريكا عبر قناة السويس والبحر الأحمر، بعد أشهر من التوقف.
وستبدأ أول رحلة ضمن الخدمة المُجددة، المسماة “إنداميكس”، بعد شهر في 15 يناير بسفينة “فيردي” التابعة للشركة، متجهة من كراتشي الباكستانية إلى نيويورك الأمريكية.
ومن المتوقع أن تُقلل هذه العودة إلى المسار التقليدي مدة الرحلة بأسبوعين كاملين مقارنة بالمسار البديل حول رأس الرجاء الصالح.
واعتبرت منصة “زينيتا” الاستخباراتية المتخصصة في الشحن البحري أن هذه الخطوة تمثل “علامة واضحة على الاتّجاه نحو عودة كاملة لسفن الحاويات إلى باب المندب وقناة السويس”، خَاصَّة في ظل استمرار وقف إطلاق النار في غزة والتزام قوات صنعاء بوقف هجماتها البحرية.
وأشَارَ كبير المحللين في “زينيتا”، بيتر ساند، إلى أن “إعلان سي أم إيه هذا الأسبوع مهمًّا لأنه يمثل تغييرًا هيكليًّا في نموذج الخدمة، بشكل يلزم كُـلّ رحلة بعبور قناة السويس”، على عكس الرحلات الفردية المحدودة التي كانت تُجرى سابقًا على أَسَاس كُـلّ حالة على حدة.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه حركة عبور السفن في باب المندب وقناة السويس ارتفاعًا ملحوظًا، حَيثُ وصلت في نوفمبر الماضي إلى أعلى مستوى منذ يناير 2024، وفقًا لبيانات نشرتها “لويدز ليست” البريطانية.
لكن الخبراء يحذرون من تداعيات محتملة لهذه العودة الجماعية على أسعار الشحن العالمية، حَيثُ قال ساند: “هناك بالفعل فائض في العرض في سوق شحن الحاويات عبر المحيطات، وأسعار الشحن الفوري أخذة في الانخفاض…
إذَا رأينا شركات نقل أُخرى تحذو حذو سي أم إيه فستغمر الطاقة الاستيعابية السوق، وقد نشهد انخفاضًا حادًا في الأسعار”.
من ناحية أُخرى، لا تزال بعض شركات الشحن، خَاصَّة تلك المرتبطة بكَيان الاحتلال الصهيوني مثل “ميرسك” الدنماركية و”زيم” الإسرائيلية، تتريث في العودة الكاملة.
وذكرت شركة “زيم” أنها تنتظر ضوءًا أخضر من قطاع التأمين البحري، بينما استبعدت خدمة “كبلر” لتحليل البيانات أن تقوم شركات التأمين بخفض أقساط المخاطر قريبًا؛ بسَببِ “هشاشة الوضع الأمني واحتمال تجدد الصراع في أية لحظة”.
يُذكر أن عودة خط “إنداميكس” عبر قناة السويس ستحرّر سفينتين كانتا تُستخدمان في المسار البديل الأطول؛ مما سيسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية المتاحة في سوق الشحن العالمي الذي يعاني بالفعل من فائض في العرض.
المصادر: منصة “زينيتا” الاستخباراتية ــ سي أم إيه سي جي إم ــ Robban Assafina ــ Marine Insight