كل ما يجري من حولك

مجلة “المجلة”: هل “الحوثيون” مستفيدون مما يجرى في حضرموت ومدن الجنوب ..!

العلم الانفصالي هو شعار ما يجري اليوم في الجنوب

152

متابعات..|

يقول تقرير مطول لـ(مجلة المجلة) أن جماعة الحوثيين تبدو وكأنها المستفيد الوحيد على المدى المتوسط والبعيد مما يجري في حضرموت من خلط للحسابات وصراع إرادات، محلية وإقليمية، وسيناريو مفتوح على المجهول.

وتتعزز هذه المخاوف مع نظرية ترى إمكانية استغلال الحوثيين لهذه الانقسامات للتمدد والتقدم نحو مركز محافظة مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط والغاز أيضا، ويقطنها نحو ثلاثة ملايين من سكانها والنازحين إليها، وتتمركز على جبهاتها قوات “المنطقة العسكرية الثالثة” ومسلحو “مطارح” القبائل في مأرب…

لكن الأرجح هو أن لا نرى تهورا حوثيا في هذا الاتجاه وإن كانت الجماعة لا تعبأ بكلفته، وتقوم بتحركات واستحداثات عسكرية واسعة على كل الجبهات وخطوط التماس بينها ومحافظات تعز ولحج والبيضاء ومأرب.

 

ويبقى الرهان، في نظر كثيرين، على دور فعال ومباشر للسعودية بصفتها قائد التحالف والراعي الرئيسي للفصائل المشكلة لحكومة التحالف لخفض هذا التصعيد وإيقاف التدهور في حضرموت ودرء الخطر المحدق بمأرب المعقل الأخير للإخوان.

 

ما الذي جرى ..!

 

بدا الامر وكأنه استعراض قوة كالذي تقوم به الفصائل المتقاسمة لحكومة التحالف والتي يغلب عليها العداء أكثر من الشراكة لكن ما اتضح لاحقا هو أن هدف “المجلس الانتقالي” ومن يقف وراءه لم يكن فقط نفط حضرموت بل إنهاء وجود قوات “المنطقة العسكرية الأولى” المحسوبة على الحكومة الموالية للتحالف والموالية تماماً لحزب الإصلاح.

 

وبالتالي بدا الامر وكأنه فرض أمر واقع يقوم على أساس إعادة رسم خارطة الدولة الجنوبية السابقة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) بعد ما يزيد على ثلاثين عاما من اندماجها في الوحدة مع نظيرتها في شمال البلاد عام 1990.

 

وتحت الضغط العسكري المباغت وواسع النطاق من عدة محاور، وربما بمقتضى توجيهات عليا (سعودية) كما تردد، اضطرت قوات المنطقة العسكرية الأولى (محسوبة على الاخوان) إلى الانسحاب غير المنظم دون مقاومة تذكر وإعادة نشر بعض وحداتها في مناطق بعيدة مختلفة (ربما النزوح الى مأرب).

 

اشراف سعودي

 

فور اندلاع تلك الأحداث أرسلت المملكة العربية السعودية- بوصفها قائد التحالف العسكري وصاحبة الكلمة التي تسير بها الحكومة الموالية للتحالف وفدا أمنيا رفيع المستوى إلى المكلا مركز محافظة حضرموت بقيادة رئيس “اللجنة الخاصة” المعنية بشؤون اليمن، اللواء محمد بن عبيد القحطاني الذي بدا وأنه اشرف على العملية برمتها بالتنسيق مع كل الأطراف المهاجمة والمنسحبة.

 

غير أن ما حدث هو أنه رغم التزام حلف قبائل حضرموت بهذه الدعوة وانسحاب مسلحيها بعد أوامر سعودية بتسليمها تعرضت لهجمات من قبل قوات “الانتقالي” الجنوبي التي واصلت تقدمها، وتجاوزت حدود حضرموت إلى محافظة المهرة المجاورة لسلطنة عمان، وقامت بإنزال الأعلام اليمنية ورفع الأعلام السابقة لليمن الجنوبي على الجانب اليمني من المعابر الحدودية مع عمان.

 

السعودية تستدعي العليمي

 

استدعت السعودية رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، وسحبته من عدن بعد إفراغ وإتلاف وثائق ومحتويات مكتبه وتسليم مقره في منتجع “معاشيق” الرئاسي لوحدة من قوات “العاصفة” التابعة لـ”المجلس الانتقالي”.

 

كان واضحا منذ البداية أن العليمي غير قادر على ضبط إيقاع الأداء بين المكونات المتنافسة وغير المتجانسة والمتصارعة داخل مجلسه العليمي الذي يقوده وكانت تجربة الرجل ومجلسه كما كان متوقعاً مخيبة لآمال كثيرين في اليمن .

 

 

 

ووجه العليمي بانتقادات حادة بلغت حد اتهامه بـ”الخيانة العظمى” والمطالبة بمحاكمته لتسببه في “تمزيق وحدة البلاد” وتدهور مجمل أوضاعها السياسية والاقتصادية.

 

أطراف النزاع (الفصائل المسلحة الموالية للتحالف)

 

دخلت القوات التي شكلتها السعودية بشقيها القبلي (حلف قبائل حضرموت)  والعسكري (قوات درع الوطن) كلاعبين جدد في معادلة تقاسم النفوذ والسيطرة في المدن الجنوبية الخاضعة لسيطرة حكومة التحالف تحت قيادة الرياض وابوظبي.

 

لكن اللافت انه على الرغم من فترة اعداد استمرت اكثر من عام لهذه القوات والتحشيد لها والتهيئة الإعلامية والسياسية والميدانية لها إلا انها لم تفعل شيئاً تم تحييدها باتصال هاتفي من داخل الرياض وعبر الوفد السعودي الذي وصل حضرموت.

 

أما الطرف الأكثر فاعلية فهي الميليشيات المسلحة “للمجلس الانفصال الانتقالي” التابعة كلية للإمارات وهناك القوات التابعة لطارق صالح والتي لم تدخل حتى الآن في معادلة المواجهة الأخيرة وهي الأخرى تتبع الامارات ويبدو انه يتم ادخارها لمعركة مارب آخر معاقل الاخوان.

 

أما آخر اطراف الصراع والذي كانت تملك القوة العسكرية الأكبر في حضرموت عبر المنطقتين العسكرتين الثانية والأولى وهي الأكبر في الجنوب فهي المحسوبة على حزب الإصلاح وهي الخاسر الأكبر والمستهدف الأول من كل ما جرى في الأيام الأخيرة .

 

كيف يجري توصيف النزاع

 

كان متحدث باسم “المجلس الانتقالي”، منصور صالح، قال إن قوات “الانتقالي” تتقدم نحو مدينة سيؤون “بشكل منظم ومدروس وتحت إشراف التحالف” وأن هدفهم هو “تطهير” حضرموت من “الإخوان المسلمين” و”القاعدة”، حسب قولهم.

 

لكن رئيس حلف القبائل في حضرموت عمرو بن حبريش العليي الذي بدا كطعم لكل ما حصل ووجد نفسه كبالون نفخ للحظة من الزمن ثم في لحزة تم تفريغه كأن لم يكن قام بتوصيف ما حصل بشكل مناطقي بعد ان كان يحشد لمواجهة ما كان يصفه بالغزو والمخطط الخارجي.

 

وقال بن حبريش “إن حضرموت تتعرض لغزو قبلي خارجي بآلاف المقاتلين القادمين من الضالع ويافع- الواقعتين على الجنوب الغربي للبلاد- مع تعزيزات عسكرية، واحتلال لعدة معسكرات ومواقع نفطية إضافة لميناء الضبة”.

 

You might also like