كل ما يجري من حولك

خبير “إسرائيلي” بارز يصف سيطرة الانتقالي على حضرموت بـ”العبقرية الإماراتية” ويكشف تفاصيل تعاون الاحتلال

176

متابعات..|

في إشادة غير مسبوقة، وصف خبير جيوسياسي إسرائيلي بارز السيطرة العسكرية لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي الممول إماراتيًّا على وادي حضرموت النفطي بأنها “نجاحات عسكرية بارعة” و”عبقرية خلقتها الإمارات”، كاشفًا عن تفاصيل تعاون استراتيجي إماراتي-إسرائيلي يمتد من سقطرى إلى حضرموت.

كتب آفي أفيدان، الخبير الإسرائيلي البارز، في تحليل مطول على منصة “إكس” أن “قوات المجلس الانتقالي استولت على سيئون ببراعة دون مقاومة تُذكَر”؛ مما وضع “أكبر احتياطيات اليمن النفطية تحت سيطرة التحالف الجنوبي الطموح”. وأشَارَ إلى أن هذه السيطرة شملت القصر الرئاسي ومطار سيئون الدولي ومرافق حيوية أُخرى.

ولم يقتصر التحليل على الجانب العسكري، بل كشف أفيدان عن استراتيجية أوسع وصفها بـ”استراتيجية الكماشة” الإماراتية-الإسرائيلية التي تهدف إلى “التفوق على قوات صنعاء في كُـلّ منعطف”. ووفقًا للخبير الإسرائيلي، تبدأ هذه الكماشة من جزيرة سقطرى الاستراتيجية التي تحتوي على “مراكز استخباراتية مشتركة بين الإمارات وإسرائيل” وتمتد إلى عدن، لتصل الآن إلى مساحة حضرموت الواسعة.

وَأَضَـافَ أن هذه السيطرة تعمل على “تأمين الموانئ والنفط وطرق التجارة التي تؤثر على 30 % من الشحن العالمي”، في إشارة واضحة إلى الممرات البحرية الحيوية قبالة السواحل اليمنية. وحلل نتائج هذه الاستراتيجية مُشيرًا إلى أن قوات صنعاء أصبحت “محاصرة”، ووصف العاصمة اليمنية بأنها “أشبه بفرمة لحم محسوبة، ومحرومة من الوقود والأسلحة والإيرادات”.

وربط أفيدان صراحة بين هذه التطورات الأرضية والدور الإسرائيلي، قائلًا: “(إسرائيل) تسيطر على السماء والبحر، وتشن غارات ضد الحوثيين منذ عام 2023″، موضحًا أن ذلك أَدَّى إلى تحول القوات البحرية مع حلفائها في البحر الأحمر إلى “حاجز منيع ضد الأسلحة الإيرانية”.

وفي مقارنة لافتة، وصف الخبير الإسرائيلي ما يجري في حضرموت بأنه “إعادة تعريف للكفاءة” و”تمكين ذكي للوكلاء، وهيمنة تعتمد على التكنولوجيا”، وذلك على عكس ما وصفه بـ”مستنقعات لا نهاية لها كجهود السعوديّة السابقة”.

وتطرق التحليل إلى البعد السياسي، مشيدًا بالدور الإماراتي الذي قال إنه “ينشئ حصنًا جنوبيًّا علمانيًا” من خلال تمويل “120 ألف مقاتل من الانتقالي” ضد التهديدات التي تستهدف كَيان الاحتلال الصهيوني. كما أشاد بتعهد رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، خلال سبتمبر الماضي، بانضمام “جنوب اليمن إلى الاتّفاقات الإبراهيمية”، معتبرًا ذلك ترسيخًا لهذا الكيان كـ”حصن منيع ضد إيران”.

وتوسع الخبير الإسرائيلي ليرى أن “ثورة أمنية تصدر الاستقرار إلى بونتلاند في الصومال، وليبيا حفتر، وحتى شبكات قوات الدعم السريع في السودان”، مؤكّـدًا أن “هذه الكماشة لن تزول قريبًا”.

واختتم أفيدان برؤية مستقبلية مشتركة، قائلًا: “تفكيك بؤر الإرهاب في اليمن، محافظة تلو الأُخرى، لترسي الإمارات و(إسرائيل) شرقًا أوسطًا أكثر أمانًا، مزدهرًا، ومتكاملًا وخاليًا من الإرهاب”. وأشَارَ إلى أن ما سماه “اتّفاقات إبراهيم الثانية ليست حلمًا؛ بل هي انتصار”، مبينًا أن الإمارات “تستحق كُـلّ الثناء لتحقيق هذا الهدف لتحرير الولايات المتحدة من عبء الاستقرار الأمني في الشرق الأوسط”.

جاءت هذه الإشادة الإسرائيلية الصريحة في وقت تشهد فيه محافظتا حضرموت والمهرة تحَرّكات عسكرية وسياسية متسارعة تعيد تشكيل خريطة النفوذ في شرق اليمن وجنوبه، وسط صمت دولي وإقليمي ملحوظ.

You might also like