كل ما يجري من حولك

المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط.. من الاستباحة الى الاخضاع

وحده محور المقاومة من كبح مشروع استباحة المنطقة

68

متابعات..| (تقرير خاص)

أكدت سلسلة الحروب الموازية التي فتحها كيان الاحتلال في عدة جبهات أن المشروع الصهيوني يتجه نحو استباحة منطقة الشرق الأوسط من بوابة احتلال أجزاء من عدة دول عربية تم التمهيد والتخطيط لإسقاطها منذ عقود برسم وتنفيذ مشترك مع المؤسسات الامريكية المختلفة عسكرية وسياسية ولوجستية…

على هذا الصعيد تبرز تصريحات قيادات العدو وإعلامه ومراكز ابحاثه التي اكدت كلها اتجاه كيان الاحتلال لبلورة مشروع اخضاع الشرق الأوسط.

 

ولأن المخطط صهيوني أمريكي مشترك تطفو على السطح دوماً تصريحات أمريكية موازية تحمل مضامين مشروع الاستباحة والاخضاع بالقوتين العسكرية والناعمة.

 

هذا المشروع رغم جلاءه ووضوحه إلا أن أغلب دول المنطقة وانظمتها الحاكمة تتعامل مع هذا التهديد وكأنه لا يخصها ما يفسر سقوط عدة دول عربية في براثن المشروع الصهيو امريكي الخطير كما حصل في سوريا وكما يحصل مع لبنان الرسمي حكومة وأحزاب.

 

محور المقاومة يفرمل مشروع الاستباحة والاخضاع

 

وحده محور المقاومة كان مدركاً لأبعاد هذا المشروع وتبعاته وهو ما يفسر صمود قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته 365 كيلو متراً بينما سقطت سوريا بكل جغرافيتها وكياناتها وامكاناتها في براثن المشروع الصهيوني الأمريكي للاستباحة بأدواته العسكرية والناعمة.

 

وفي اليمن ايضاً سقط المشروع الأمريكي الصهيوني للاستباحة فلم تنجح الحملة الجوية الامريكية في اخضاع القرار اليمني أو ثنيه عن مساره أو منع العمليات اليمنية في البحر الأحمر ولم تمنع الضربات الجوية التي نفذها العدو الإسرائيلي على اليمن وصول الصواريخ والمسيرات اليمنية الى قلب الكيان في الأراضي المحتلة.

 

إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالضم والاخضاع

 

تبرز توجهات مشروع استباحة الشرق الأوسط في تصريحات مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وقادة حربه العسكريين والسياسيين وكان أبرزها حديث نتنياهو عن “إسرائيل الكبرى” الذي قال انه مهمة توراتية لضم أراضي من كل الدول العربية القريبة من الأراضي المحتلة من مصر الى لبنان ومن سوريا الى الأردن وغيرها.

 

وفي السادس عشر من يونيو 2025 أثنا اليوم الرابع من حرب الـ12 يوماً مع إيران قال نتنياهو إن “حملة إسرائيل تغير وجه الشرق الأوسط” وهي تصريحات ليست جديدة لكنه اكد هذه المرة ان (استباحة) الدول وتدميرها هو الأسلوب الذي يفضله الكيان لتغيير وجه الشرق الأوسط.

 

وقد تكررت هذا التصريحات على لسان العشرات من قادة الحرب والسياسيين الصهاينة ففي إبريل 2025 نقلت صحيفة “لوس انجلس تايمز” عن وزير الحرب الصهيوني أن “القوات الإسرائيلية ستبقى إلى أجل غير مسمى في مناطق أمنية داخل غزة ولبنان وسوريا”.

 

وفي 17 ديسمبر 2024 صرح مجرم الحرب نتنياهو بأن “إسرائيل ستبقي قوات في منطقة عازلة داخل جنوب سوريا، وعلى قمة جبل الشيخ – الاستراتيجية المطلة على العاصمة السورية دمشق- كجزء من ترتيب أمني جديد للشرق الأوسط“.

 

بدوره طالب وزير المالية الصهيوني سموتريتش بـ”نزع كامل للسلاح في جنوب سوريا” الذي يضم أكثر من ثلاث محافظات ، ما يعني عملياً تفكيك السيادة السورية وتسليم الجنوب السوري رسمياً لسيطرة جيش الكيان.

 

تصريحات أمريكية موازية

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في السابع من سبتمبر 2025 إن “لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط” في تعليق على ما اعتبره انجازاً “امريكي إسرائيلي” بضرب إيران احد أبرز أعمدة مقاومة المشروع الصهيو امريكي في المنطقة.

 

ولأن المخطط صهيوني أمريكي مشترك تطفو على السطح دوماً تصريحات أمريكية موازية تحمل ذات مضامين مشروع الاستباحة حيث نقلت شبكة سي ان ان الامريكية عن متحدث باسم البيت الأبيض في ديسمبر 2024 أن “واشنطن تعتبر ما يحدث في سوريا فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط” مشيراً إلى أن “سقوط النظام السابق في دمشق أتاح فرصًا بالغة الأهمية لإعادة رسم جغرافيا النفوذ”.

 

الحال ذاته ينطبق على لبنان ولولا كبح المقاومة اللبنانية جماح جيش الاحتلال على الرغم من الضربات الموجعة التي تعرضت لها لكان جيش الكيان قد اجتاح كل لبنان وليس الجنوب فقط.

 

حينها قال مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ان حكومته الفاشية تدرس خطة توسع احتلالها في لبنان وسوريا “وهي جزء من عقيدة أمنية جديدة تسعى فيها إسرائيل إلى توسيع نفوذها بدلاً من الاكتفاء بالحدود التقليدية“.

 

الدبلوماسية الناعمة والتطبيع الى جانب الاستباحة العسكرية

 

تقوم الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية لتغيير وجه الشرق الأوسط على نهج مزدوج عسكري ودبلوماسي سياسي يهدف إلى إحداث تحول جيوسياسي جذري، يرتكز على اخضاع دول عربية بالقوة الى جانب دمج كيان الاحتلال في النسيج الإقليمي عبر التطبيع وبالتالي عزل الخصوم المشتركين.

 

وقد تجسدت هذه الرؤية في المبادرات الدبلوماسية الكبرى، مثل اتفاقيات إبراهام، و”صفقة القرن” التي طرحتها إدارة ترامب، إضافة الى التطبيع الالزامي الذي يفعّله الكيان في عدة جبهات بعد ضربات عسكرية كما يفعل في سوريا وكما يحصل في لبنان مع الرئاسة والحكومة اللبنانية وبعض الأحزاب المناهضة لمحور المقاومة.

You might also like