كل ما يجري من حولك

جدار “إسرائيلي” جديد في غور الأردن يهدّد بتهجير آلاف الفلسطينيين وعزل 11 ألف فدان من أراضيهم

41

متابعات..|

في خطوة توصف بأنها امتداد لسياسة الفصل العنصري التي ينفذها كَيان الاحتلال في الضفة الغربية، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مشروع إسرائيلي جديد لبناء جدار عازل في عمق غور الأردن، يهدّد بعزل قرى وتجمعات فلسطينية عن أراضيها وخدماتها الحيوية.

وسيُبنى الجدار على بُعد 12 كم غرب الحدود الأردنية، في الجزء الشمالي من غور الأردن، ويبلغ طول الجزء الحالي 22 كم بعرض 50 مترًا.

وبالنظر إلى التكلفة البشرية فإن الجدار الفاصل سيفصل القرى الزراعية والتجمعات الرعوية الفلسطينية عن أراضيها، ويعزل هذه التجمعات عن بعضها البعض.

وأخطر ما فيه مصادرةُ الأراضي؛ إذ صادر الجيش الإسرائيلي 1093 دونمًا (حوالي 273 فدانًا) لبناء الجدار، معظمُها مملوكة لفلسطينيين من طوباس وطمون، وقد تلقت خمس عائلات فلسطينية أوامر بهدم منازلهم وحظائر مواشيهم ودفيئاتهم الزراعية خلال سبعة أَيَّـام فقط.

وسيطوّق الجدار تجمع “خربة يرزا” الذي يعيش فيه 70 شخصًا يعتمدون على تربية الآلاف من الأغنام، ويعزل الأراضي وَسيُحاصر حوالي 45، 000 دونم (11، 120 فدانًا) من الأراضي الفلسطينية بين الجدار وطريق ألون الاستيطاني.

الذرائع الأمنية والواقع على الأرض

الجدار يتكون من طريق دوريات معبّد وسدود ترابية وخنادق وسياج، يزعم الجيش أن المباني الفلسطينية القريبة “تشكل ثغرة عملياتية” وتزيد من “إمْكَانية القيام بأعمال عدائية”.

ويأتي الجدار ضمن سياسة منهجية لتهجير الفلسطينيين من غور الأردن وسبق أن أجبر 500 فلسطيني على مغادرة منازلهم في العامين الماضيين نتيجة هجمات المستوطنين، كما توجد 16 بؤرة استيطانية غير مرخصة في المنطقة، أنشئ معظمها خلال العقد الماضي.

ويعاني الفلسطينيون بالفعل من بوابات حديدية مغلقة وحواجز عسكرية تؤخر تنقلهم لساعات.

ويحذر خبراء ومحللون من أن الجدار سيسهل إنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية في المنطقة، وسيعزز عملية الضم الفعلي لغور الأردن الذي يشكل حوالي 30 % من الضفة الغربية، وَيدفع بالمزيد من الفلسطينيين للهجرة إلى المناطق الحضرية في الضفة، وَيدمّـر النمط المعيشي التقليدي للرعاة والمزارعين الفلسطينيين في المنطقة.

ويؤكّـد قانونيون أن الجدار الإسرائيلي الجديد في غور الأردن جزء من استراتيجية شاملة لتهجير الفلسطينيين من مناطق تعتبر استراتيجية لـ كَيان الاحتلال.

وعَـــدَّ حقوقيون هذه الخطوة، المقترنة بالتوسع الاستيطاني المكثّـف، تهدّد بتغيير ديمغرافي وجغرافي كبير في المنطقة التي تُعتبر مخزونًا استراتيجيًّا للفلسطينيين مستقبلًّا.

المصدر: صحيفة “هآرتس” العبرية

You might also like