كل ما يجري من حولك

صرخة “الموت لأمريكا و(إسرائيل)” تُرعِبُ الصهاينة في بيت جن.. والإعلام السعوديّ يتفاعل تحريضًا

240

متابعات..| تقرير

في واحدةٍ من أكثر العمليات إرباكًا وإحراجًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ توسّع جبهات الصراع بعد معركة “طوفان الأقصى”، استيقظت قريةُ بيت جن السورية فجرَ أمس الجمعة، على وَقْعِ اشتباك غير مسبوق، تحوَّل خلال دقائق من عملية اعتقال محدودة إلى معركةٍ مفتوحة أجبرت الاحتلال على إخلاء جنوده بطائرات الإجلاء وترك آلياته المعطوبة خلف خطوط النار.

ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأت العملية عند الساعة 2:52 فجرًا بدخول قوة احتياط من لواء المظليين الاحتياطي 55؛ بهَدفِ اعتقال “مشتبهين اثنين”، وبدا المشهد في بدايته سهلًا ومنضبطًا، لكن ما إنّ غادر الجنود المنزل حتى انفتحت عليهم النيران من أطراف القرية، في هجومٍ محكم يوحي بوجود رصد مسبق وتحضير دقيق.

ولم يتوقف الأمر عند إطلاق نار محيطي، بل سَرعانَ ما تعرّضت مركبة “هامر” لكمينٍ مباشر أَدَّى إلى تعطّلها بالكامل؛ ما دفع القوات لإخلائها وتركها داخل القرية، في سابقةٍ تُسجّل كأحد أكثر مشاهد الإذلال العسكري الإسرائيلي وضوحًا.

وسائل إعلام مختلفة تشير إلى أنّ مروحيات هجومية وطائرات مسيّرة ومقاتلات حربية صهيونية تدخلت لقصف “أهداف معدة مسبقًا”، في محاولة لإنقاذ الموقف المحرج ومنع وقوع خسائر أكبر، قبل أنّ يُجبر الاحتلال على قصف “الهامر” والآليات المتروكة من الجو كي لا تقع بيد المقاومين.

ووفقَ إعلام العدوّ فَــإنَّ النتيجةَ المعلنة، “6 ضباط وجنود مصابين، 3 منهم بحالة خطرة جِـدًّا؛ أمّا النتيجة غير المعلنة تمثلت بانهيار تكتيك العملية بالكامل، في ظل صدمة استخبارية، من تسريب معلومات حول العملية وبروز حالة ارتباك علني.

إذ لم تكد آثارُ الضربة تهدأ حتى فتح موقع “والا العبري” مِلفاتٍ داخلية خطيرة، كاشفًا أنّ جيشَ الاحتلال يحقّق في احتمال تسريب معلومات حساسة من داخل الفرقة 210 قبل العملية، وهو اعتراف مباشر بأنّ الخصم كان مستعدًا، وأنّ يدًا ما أبلغته أَو رصدته قبل وصول القوة.

مصادر في القيادة الشمالية قالت: إنّ “العملية كان مخطّطا لها قبل أسبوع، لكنها تأجلت؛ بسَببِ زيارة قادة كبار للمنطقة”؛ ما يعني أنّ “الجهة المهاجمة” كانت على علمٍ بتحَرّكات الاحتلال وتوقيته.

المحلل العسكري “دورون كدوش” كشف عبر إذاعة جيش الاحتلال أنّ التقديرَ الاستخباري يشير إلى وجود بنية تضم حوالي 15 ناشطًا مرتبطين بحماس والجماعة الإسلامية في القرية، لكن المفاجأة جاءت لاحقًا عبر تقديرات أُخرى أكثر حساسية، “الخلية تضُمُّ ناشطين مرتبطين بحماس والجماعة الإسلامية في اليمن“.

ويرجِّح محللون أن هذا الربط العلني بين شُبَّان سوريين ومقاتلين يمنيين يعبّر عن هاجس جديد لدى الاحتلال، ويبدو تخوفًا عميقًا من تمدّد نموذج المقاومة اليمنية إلى الجبهة السورية، وتكرار تكتيكاتها على حدود الجولان.

وسائل إعلام عبرية و”عربية “ومنها قناة “الحدث” السعوديّة، أكّـدت أنّ بعضَ المهاجمين في “بيت جن” أطلقوا “شعار الصرخة الحوثية” أثناء الهجوم، وأنّ طريقة تنفيذ الكمين كانت تحمل “بصمة يمنية” من حَيثُ الجرأة، التكتيك، والاستعداد الناري.

هذا التطور، وإنّ حاول الاحتلالُ تجاهُلَه، إلا أنّه ضرَبَ مركَز الأعصاب الإسرائيلي، خُصُوصًا بعد التحذير الذي أطلقه وزير الحرب في جيش الاحتلال الصهيوني “يسرائيل كاتس” في جلسة مغلقة للجنة الدفاع في الكنيست.

ووفقًا لموقع Aurora Israel العبري، قال كاتس صراحةً: إنّ “جماعات مسلحة بينها الحوثيون تنشط داخل سوريا، بعض تلك الجماعات تدرس شن هجوم بري على مرتفعات الجولان، الجيش الإسرائيلي يقوم بتدعيم 9 مواقع ضمن المنطقة العازلة تحسُّبًا لسيناريوهات التصعيد”.

ويؤكّـد أنّ “هناك قلقًا متزايدًا بشأن سلامة المجتمعات الدرزية في الجولان والحدود مع السويداء، وحماس والجهاد الإسلامي يوسّعان عملياتهما من داخل الأراضي السورية بتغاضٍ رسمي من دمشق”، وهذه التصريحات، رغم محاولات الاحتلال إخفاء دلالاتها، تعني أمرًا واحدًا، وهو القلق الإسرائيلي من امتداد تأثير الحركة اليمنية إلى العمق السوري وصل إلى أعلى المستويات العسكرية.

مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بدوره نفى الرواية الإسرائيلية، معتبرًا في مقابلة مع قناة الحدث السعوديّة، أنّ اتّهام دمشق أَو “الحوثيين” بتنفيذ الكمين هو “ضرب من الخيال”، في إشارة واضحة إلى أنّ ما جرى هو فعلٌ شعبي مقاوم يتجاوز قدرة الاحتلال على التفسير.

وتظهر الخرائط الجوية لساحة المعركة التي شهدتها بلدة بيت جن بريف دمشق، فجر الجمعة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين محليين، توغل الاحتلال مسافة 3 كيلومترات عن المنطقة العازلة التي أنشأها الاحتلال حديثًا.

وفجر الجمعة، توغلت قوات الاحتلال إلى بلدة بيت جن في ريف دمشق، بزعم محاولة اعتقال أفراد يتبعون “الجماعة الإسلامية”، حسب وصف جيش العدوّ الإسرائيلي.

واندلعت اشتباكات مسلحة بين أهالي البلدة والقوات المتوغلة، ما استدعى تدخل طيران ومدفعية الاحتلال بقصف بعض الأهداف داخل البلدة، كما اضطرت قوات الاحتلال لترك جيب “هامر” خلفها، قام الطيران بقصفه وتدميره بعد انسحاب القوات.

وأظهرت الخرائط أنّ موقعَ تدمير الجيب الإسرائيلي يبعدُ عن أقرب نقطة للمنطقة العازلة التي أنشأها الاحتلال مؤخّرًا 3 كم، كما تبعد عن حدود اتّفاق 1974 مسافة 10 كم.

يرى مراقبون أن ما جرى في بيت جن بالمحصلة لم يكن اشتباكًا عابرًا، بل ضربة استخبارية قاسية أسقطت هيبة الجيش الذي يزعم أنه “الأكثر تطورًا”، ورسالة استراتيجية بأنّ جبهة الجولان لم تعد آمنة، كما أنّها تجسيد حيّ لصعود نموذج المقاومة اليمنية وقدرته على إلهام الآخرين، وتأكيد أنّ الصرخة التي أرّقت أمريكا وكَيان الاحتلال في البحر الأحمر باتت تُسمع اليوم على حدود فلسطين المحتلّة.

المصادر:  واي نت ـــ  يسرائيل انترناشيونال نيوز ــ أورورا إسرائيل

You might also like