كل ما يجري من حولك

واشنطن تتجه لتثبيت عسكري دائم بـ غزة وسط مخاوف من احتلال أمريكي–إسرائيلي للقطاع

87

متابعات..|

في خطوة أثارت موجة واسعة من الجدل، كشفت مصادر عبرية عن خطة أمريكية لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب حدود قطاع غزة، في مؤشر على تحول نوعي في الدور الأمريكي من الدعم غير المباشر إلى التمركز الميداني الدائم داخل الأراضي المحتلّة.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن القاعدة الجديدة، التي تُقدّر تكلفتها بحوالي نصف مليار دولار، ستضم آلاف الجنود الأمريكيين وستُستخدم – بحسب التبرير الرسمي – لـ”الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية”، في حين يرى مراقبون أنها تمهيد لتوسيع النفوذ الأمريكي في فلسطين وربما تأمين الوجود الإسرائيلي في مرحلة ما بعد الحرب على غزة.

ويأتي هذا التحَرّك – وفق محللين إسرائيليين – بعد فشل واشنطن في فرض “ضمانات أمنية” عبر القنوات السياسية، ما دفعها إلى الانتقال إلى خيار الوجود العسكري المباشر لتأمين مصالحها في شرق المتوسط وممرات الطاقة الحيوية.

التقارير العبرية أشَارَت إلى أن فرقًا ميدانية أمريكية بدأت بالفعل عمليات مسح لمواقع محتملة قرب كريات جات، على بُعد أقل من 40 كيلومترًا من حدود غزة، وهو ما يمثل أول انتشار عسكري أمريكي بهذا الحجم في تاريخ الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

ويرى خبراء في الشؤون الإقليمية أن إقامة قاعدة أمريكية قرب غزة ستؤدي إلى تقليص استقلالية القرار العسكري الإسرائيلي، خَاصَّة في إدارة ملف المساعدات والعمليات اللوجستية داخل القطاع، بينما تمنح واشنطن نفوذًا مباشرًا في إعادة تشكيل الوضع الميداني والسياسي في غزة بعد الحرب.

ويحذر محللون فلسطينيون من أن الوجود العسكري الأمريكي على تخوم غزة يمثل مساسًا بالسيادة الفلسطينية ومحاولة لتكريس وصاية دولية على القطاع، بما يتماشى مع مشاريع “الأمن الإقليمي” التي تسعى واشنطن لتسويقها منذ انتهاء الحرب الأخيرة.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد القلق العربي والإقليمي من عسكرة المشهد الإنساني في غزة، حَيثُ يرى مراقبون أن واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحويل ملف المساعدات إلى ذريعة لبناء حضور عسكري دائم في المنطقة، وربما التحكم في الممرات البرية والبحرية التي تربط غزة بالعالم الخارجي.

المصدر: صحيفة “يديعوت أحرونوت”

You might also like