تحليل “إسرائيليّ” يكشف التباين بين ترامب ونتنياهو حول غزة ومصير الحرب
متابعات..|
تسلّط أوساط إسرائيلية الضوء على تباين المواقف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل الحرب في غزة، إذ يؤكّـد ترامب أن الحرب انتهت وأن وقف إطلاق النار مستقر، في حين يصر نتنياهو على أن العمليات العسكرية لم تنتهِ بعد، ويرجئ تشكيل لجنة التحقيق إلى ما بعد إعلان انتهاء الحرب رسميًّا.
ويرى محللون أن هذا التناقض يعكس فجوة جوهرية بين المصلحة الأمريكية الساعية لتكريس “سلام تاريخي” في المنطقة، وبين الواقع الميداني والسياسي الذي تواجهه (إسرائيل) في غزة.
وقال الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في مقال نشره موقع ويللا العبري، إن “التصريحات المتناقضة لترامب ونتنياهو تُظهر بوضوح تضارب المصالح بين الطرفين”، موضحًا أن ترامب يسعى لتجنب أي تجدد للقتال خشية أن يقوّض ذلك صورته كرئيس “حقّق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، بينما يبدو أن نتنياهو يفضّل إبقاء حالة الحرب قائمة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية داخلية.
وعدّد آيلاند ثلاثةَ أهداف رئيسية يجب على كَيان الاحتلال التركيز عليها لضمان عدم تجدد القتال:
- استعادة جثامين الجنود المحتجزة لدى حماس.
- الإبقاء على سيطرة الحركة على نصف قطاع غزة ضمن ترتيبات محدّدة.
- منع إعادة الإعمار الكامل دون نزع سلاح حماس.
وأشَارَ إلى أن الوسطاء الدوليين يحاولون إقناع (إسرائيل) بالسماح بخروج نحو 200 مقاتل من حماس من أنفاق رفح إلى مناطق أُخرى في القطاع مقابل شروط محدّدة، منها استعادة الجثامين الثمانية الأخيرة وتجميد تحَرّكات حماس شرق القطاع لمدة شهر على الأقل.
ويرى آيلاند أن الإصرار على القضاء الكامل على هؤلاء المسلحين أَو منع مغادرتهم “قد يؤدي إلى انهيار اتّفاق وقف النار الذي عمل ترامب بجد على تحقيقه”، داعيًا إلى “سياسة أكثر مرونة تضمن تحقيق مكاسب دون إشعال مواجهة جديدة”.
وفي تحليله، اعتبر آيلاند أن خطة ترامب – في حال تنفيذها بالكامل – قد تحقّق لكَيان الاحتلال هدفين أَسَاسيين:
- نزع سلاح حماس وتدمير أنفاقها.
- فرض واقع ميداني جديد يبقي نصف القطاع تحت سيطرة إسرائيلية فعلية ويمنع إعادة الإعمار التي قد تقوّي حماس مجدّدًا.
كما لفت إلى أن استمرار الوضع الراهن قد يدفع حماس إلى صدام مباشر مع الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وهو ما يمكن أن يصب في مصلحة (إسرائيل) “دون أن تظهر كمحرضة على الحرب”.
وحذّر آيلاند من أن تجدد القتال في غزة “سيستنزف موارد إسرائيل” ويضعف جاهزيتها لمواجهة “التهديدات الأكثر خطورة” من حزب الله وإيران، داعيًا إلى الحفاظ على الهدوء النسبي في القطاع؛ باعتبَاره “ضرورة أمنية لا مُجَـرّد خيار سياسي”.
وختم بقوله إن “نتنياهو عندما يصرّ على أن الحرب لم تنتهِ بعد، فإنه يغامر بإعادة إشعالها من جديد، في وقتٍ يحتاج فيه الجيش إلى الاستعداد لجبهات أُخرى، وتحتاج (إسرائيل) إلى تجنب أي توتر غير ضروري مع واشنطن”.
وتشير هذه القراءة إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تشهد أول اختبار سياسي حقيقي منذ عودة الأول إلى البيت الأبيض، إذ تحاول واشنطن تثبيت وقف إطلاق النار كإنجاز دبلوماسي، بينما يصرّ نتنياهو على أن الحرب في غزة “ما زالت قائمة”، ما يعكس تضاربًا في الرؤى بين الحليفين حول شكل المرحلة المقبلة.
المصدر: موقع ويللا العبري