مؤسّس ويكيبيديا يثيرُ عاصفةً بإنكاره “الإبادة الجماعية في غزة” ومنع صفحتها.. محاولة لقمع حقيقة موثَّقة
متابعات..| تقرير:
في خطوة أثارت استياءً واسعًا، أقدم المؤسّسُ المشاركُ لموسوعة ويكيبيديا، جيمي ويلز، على منع تحرير صفحة “الإبادة الجماعية في غزة”، مدِّعيًا أن النصَّ الافتتاحي احتوى على “لغة معادية لـ إسرائيل بشدة” وقدَّم “الإبادة الجماعية” كـ “حقيقة لا جدال فيها”،
وقد قوبل هذا التدخل بانتقادات حادة، حَيثُ اعتبره مراقبون محاولة واضحة لفرض أجندة منحازة لكيان الاحتلال الصهيوني تحت ستار “الحياد”.
وطالب ويلز بتغيير النص ليشمل نسبًا إلى مصادرَ مختلفة ومواقف متضاربة، متذرعًا أن سياسة ويكيبيديا الحيادية “غير قابلة للتفاوض”.
غير أن هذا الموقف يضعُ المؤسّس في موضع التساؤل حول ازدواجية المعايير بشأن ما يسمّى الهولوكست أَو محرقة اليهود، خَاصَّة وأن الوقائع على الأرض في غزة تشير إلى حقيقة دامية.
توثيق دولي ينسف “الحياد” المزعوم:
في الوقت الذي يسعى فيه مؤسّس ويكيبيديا إلى “التفاوض” على حقيقة الإبادة الجماعية، فإنَّ هذه جرائم الإبادة الجماعية موثَّقة بالفعل على نطاق واسع، من قبل من منظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، ومعترَف بها لدى كثيرٍ من دول العالم منها حكومات أُورُوبية.
فقد أصدرت منظمات تابعة للأمم المتحدة، إلى جانب عشرات المنظمات الحقوقية الدولية، تقارير مفصلة تشيرُ إلى وجود أدلة قوية على نية الإبادة الجماعية في غزة.
كما أن العديد من دول العالم، بما في ذلك حكومات أُورُوبية، قد اعترفت رسميًّا ودعت إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية؛ مما يرسخها كحقيقة لا يمكن تجاهلها أَو تهميشها تحتَ ذريعة “الحياد”.
رضوخ للضغوط وتشويه للواقع:
قرار ويلز أثار انتقادًا حادًا من محرّرين في الموقع ذاته، حَيثُ رأى المنتقدون أن تدخله الشخصي يمثل “رضوخًا للضغوط السياسية” التي يمارسها اللوبي المؤيِّد للاحتلال، ويهدف إلى تشويه الواقع الموثَّق، معتبرين أن الإصرار على تقديم الإبادة الجماعية كـ “موقف متضارِب” بدلًا من “حقيقة موثَّقة” هو تلاعُبٌ بالمصطلحات يخدم مصالحَ مرتكبي الجريمة.
ويطالب المحرّرون المناهضون للقرار بضرورة عكس الحقائق كما هي موثقة في التقارير الدولية، بعيدًا عن أية ضغوط أَو انحيازات سياسية.
ويؤكّـد هذا الجدل أن سياسةَ “الحياد” في ويكيبيديا تتعرَّضُ لاختبار حقيقي، حَيثُ يرى كثيرون أن الحيادَ لا يعني المساواة بين الضحية والجلاد، ولا يجب أن يكون سِتارًا لإخفاء الجرائم الموثَّقة دوليًّا.
المصدر: واي نت – غورسالم بوست
