كل ما يجري من حولك

خطاب قائد أنصار الله.. دعوةٌ للاستعداد وتحذيرٌ للمخدوعين بالسلام الزائف

153

متابعات| تحليل

لم يكتفِ قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، في الذكرى السنوية للشهيد، بالتذكير بالدور العظيم للشهداء في إنارة طريق الأمة المستقبلي، بل اعتبرَ الشهادةَ والجهادَ دربًا يجب ألّا ينقطعَ ونورًا يجب ألّا تخبوَ جذوته طالما العدوُّ معلومٌ ونيرانه لا تزالُ مستعرةً وطريقُ مواجهته أمامنا لا خلفنا.
في خطابه اليوم وجّه قائد أنصار الله رسائله للداخل والخارج بمحددات واضحة، أولها أن الجهاد والشهادة مرتبطان بالاستمرار في مواجهة الأعداء ومحاربة الظلم الذي تمثّله أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة، وكانت معالجته لذلك أكثر وضوحًا وجلاءً.
أكّد أنه يجب ألّا تتوقّف مسيرة مواجهة الأعداء على دروب الشهادة، وأنه يجب إعادةُ تحديد الأولويات في معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وكلِّ أدواتهما والداعمين لهما…

العمل وفق المشروع القرآني والنأي عن الفعل الفردي

حينما حيّا السيد عبد الملك الحوثي الشهداءَ وأسرَهم، فإنه بذلك يوجّه دعوةً لاستمرار السير على خطّ الجهاد والشهادة الذي يبقى المسارَ الوحيدَ للوقوف في وجه الظلم والاستكبار والإجرام الذي تمثّله أمريكا وإسرائيل رأسَ حربته.
وحدّد خطاب قائد أنصار الله ملامحَ آليةِ المواجهة في إطار المشروع القرآني الجمعي والنأي عن العمل الفردي، لأن ذاك هو أساس روح الجهاد الذي أدركه الشهداءُ وساروا عليه.

وحينما سمّى اليهود بأنهم ألَدُّ أعداءِ الأمة وربطَ أمريكا بهم دعمًا وغطاءً وشراكةً في الجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين، فذاك لأن عدوّنا يقاتلنا كافةً، ولا يجوز إلا أن نقاتلهم كافةً.

 

المشروع الإيماني طريقٌ للنصر لا محالة

واعتبرَ قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن مسيرةَ الشعبِ اليمنيِّ الإيمانيةَ والجهاديةَ تثبتُ أن الأعداء فشلوا في كسر إرادة اليمن، وفي هذا رسالةٌ للداخل والخارج بأن الطريقَ الجهاديَّ الذي سلكه اليمنيون في إطار المشروع القرآني لا يمكن أن يؤدي إلا إلى النصر.

 

التواطؤ الدولي شراكة في جرائم العدو الإسرائيلي

 

لم يكتفِ السيد عبد الملك الحوثي بمخاطبة المحيط العربي والداخل، وتحديدًا القبائلَ التي حيّاها ودعاها للاستمرار في إحياء روح الجهاد والوقفاتِ والتحشيدِ والاستعداد، بل وجّه خطابه لشركاءِ العدو الإسرائيلي في كلِّ جرائمه، والتي تبدأ بتزويد إسرائيل بالأسلحة ولا تنتهي عند غضّ الطرف الغربي عن الجرائم الوحشية لهذا الكيان الغاصب، التي فضّحتها حرب غزة وجرائمها الوحشية أمام كل أحرار العالم.

ولم ينسَ السيد عبد الملك الحوثي التحذيرَ من تحرّكاتٍ موازيةٍ خارج الأُطُر الدوليةِ المألوفة، الهدفُ الاستراتيجيُّ لها هو تقويضُ شرعيةِ الوسائط الدولية وإضفاءُ مشروعيةٍ لما تفرِضه أمريكا وإسرائيل من قواعدَ لا إنسانيةَ ولا أخلاقيةَ ولا حتى منطقية.

 

المعركة القادمة وخارطة التموضع

 

وجّه قائد أنصار الله رسالةً للمحيط والإقليم بضرورةِ الاستعدادِ للجولةِ القادمة، محذّرًا من أن اليمنَ أنهى الجولاتِ السابقة وهو أقوى مما كان عليه في بداياتها.

 

إن خطابَ السيد عبد الملك الحوثي هو ناقوسُ تحذيرٍ لمن يعتقد بأن وقفَ إطلاقِ النار الذي لم يلتزم به العدو عسكريًا أو إنسانيًا هو واقعٌ ثابتٌ؛ فذاك مخطئٌ ومخدوع، فالعدوّ يستعد، ومن يعتقد أنه سيكون بمنأى عن مخططات أمريكا وإسرائيل فإنه أولُ من ستطالهم أيادِهُم الشيطانية.

You might also like