متابعات..|

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، وثائق وتسجيلات صوتية نادرة لرئيس الوزراء ورئيس الأركان الأسبق إسحاق رابين، بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على اغتياله، تُظهِرُ مواقفه من الصراع العربي الإسرائيلي خلال الفترة الممتدة من حرب عام 1967 حتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، توثّق التسجيلات رؤيةَ رابين بأن كَيان الاحتلال يعتمدُ بشكل جوهري على الدعم الأمريكي للحفاظ على توازنه العسكري والاقتصادي وبالتالي بقائه ووجوده؛ لأنها حتمًا على القوة؛ إذ قال في أحد الاجتماعات عام 1976: “من دون المساعدة الأمريكية، لا يمكن لـ (إسرائيل) أن تحافظ على قوتها أَو على توازنها بين متطلبات الأمن والطموحات الاقتصادية والاجتماعية”.

وتكشف الوثائق أن رابين، الذي تولى رئاسة الأركان خلال حرب الـ10 من رمضان أَو حرب 6 أُكتوبر 1973م ثم رئاسة الحكومة لاحقًا، كان يرى أن الصراع مع العالم العربي لا يُحسم بالقوة العسكرية وحدها، بل عبر مزج بين التفوق الميداني والتحَرّك السياسي، معتبرًا أن أي مسار تفاوضي لا يستند إلى القوة “محكوم بالفشل”.

وفي أحد التسجيلات تعود لعام 1977، قال رابين: “لا أحد يعتقد أنه يمكن تحقيق مسار سياسي دون قوة عسكرية، و(إسرائيل) لن تكون مستعدة للسيطرة على الأراضي ما لم تمتلك القوةَ التي تفرِضُ هذا الواقع”.

كما أظهرت التسجيلات أن رابين لم يكن يرى في العملية السياسية وسيلة حقيقية لتحقيق السلام، بل وسيلة لإدارة الصراع وترسيخ التفوق الإسرائيلي، إذ قال: “الهدف المفضل هو السلام، لكنني لا أستبعد ترتيبات أُخرى”.

وتبيّن الوثائق أن رابين تلقى نصائحَ من مسؤولين أمريكيين بضرورة التشاور مع واشنطن قبل اتِّخاذ قرارات استراتيجية؛ ما يعكس عمقَ الارتباط البنيوي بين كَيان الاحتلال والولايات المتحدة منذ تلك المرحلة المبكرة.

كما تطرقت التسجيلات إلى تحذير رابين من عزلة كيان الاحتلال الدولية بعد حرب 1967 رغم مكاسبها العسكرية، متوقعًا استمرار الضغوط عليها؛ بسَببِ احتلال الأراضي العربية.

ويأتي الكشفُ عن هذه المواد، وفق محللين إسرائيليين، في لحظة حساّسة تشهد فيها الاحتلالُ جدلًا داخليًّا حول حدود اعتمادها على واشنطن، في ظل الأزمات السياسية والعسكرية الراهنة؛ ما يمنحُ تصريحاتُ رابين بُعدًا جديدًا يعكس ثباتُ النهج الاستراتيجي الإسرائيلي منذ عقود.

ويؤكّد مراقبون أنه لولا الدعمُ الأمريكي بعد التأسيس والرعاية البريطانية والغربية الاستعمارية عمومًا  لما استمر للاحتلال الصهيوني كَيانٌ  إلى اليوم.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت